عظام فتيان مكة، وقد قال فيه الشاعر لما مات (?):

فَأَصْبَحَ بَطْنُ مَكَّةُ مُقشعِرّاً ... كأنَّ الأرضَ ليس بها هِشَامُ

فلما جاءها هشام بن المغيرة والد أبي جهل، وقصَّت عليه القصة، قال لها: التزمي له كل ما اشترط عليك، فأنا أعطيك مئة جزور، وما شئت من الإبل تنحرينه، وآمر نساء بني المغيرة أن يغزلن لك الغزل الذي فعل (?)، وأطلب من قريش أن يُخْلُوا لك البيت حتى تطوفي به وحدك وأنت عريانة، وأنه وفَّى بما فعل، أعطاها الإبل فنحرتها، وغزل لها الغزل، وطلب من قريش فأخلوا لها البيت. والذين يذكرون القصة من كتب الصحابة -كما في الإصابة والاستيعاب وغيرهما (?) من كتب الصحابة ممن ذكروا هذه القصة- زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت طفل صغير وَلِدَته (?) معه المطلب بن وداعة السهمي، وأنهم بقوا لصغرهم، وأنهم رأوها تنزع ثوباً ثوباً حتى بقيت ليس عليها شيء وصارت تقول:

اليومَ يَبْدُو بعضُه أوكُلُّه ... فما بَدَا منه فلا أُحِلُّهُ

قالوا: ولما كشفت عنها جميع الثياب نشرت شعرها حتى تدلَّى عليها وستر عورتها، وأنها هي التي قالت هذا البيت؛ ولذلك قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015