وقال بعض العلماء: لم يكن عندهم ادعاء ولا معذرة إلا قولهم: {إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}.
وقال بعض العلماء: الدعوى هنا بمعنى الدعاء، لم يكن عندهم دعاء ولا تضرع إلا الاعتراف بالذنب حين لا ينفع الاعتراف، والندم حيث لا ينفع الندم.
والدعوى تطلق على القول، وعلى الادعاء، وعلى الدعاء (?). أي: فما كان قولهم ومعذرتهم حين جاءهم العذاب إلا الاعتراف {إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}.
وأظهر القولين هنا (?) أن {دَعْوَاهُمْ} في محل رفع اسم لكان، وأن قوله: {إِلاَّ أَن قَالُواْ} المصدر المنسبك من (أن) وصلتها في محل نصب خبراً لكان؛ لأنه إذا كان الفاعل والمفعول أو الاسم والخبر معرفتين كان الأُولى منها يستحق أن يكون هو الفاعل أو الاسم إلا بدليل يدل عليه. وقول بعض العلماء: إن {دَعْوَاهُمْ} هنا منصوب بدليل قوله: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا} [النمل: آية 56] فجعل {إِلاَّ أَن قَالُوا} هو المرفوع، و {جَوَابَ} هو المنصوب، كذلك {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ} فيه فرق؛ لأن {جَوَابَ} يظهر فيه النصب فيتعين الاسم من الخبر، وقوله: {دَعْوَاهُمْ} لا يتعين فيه الاسم من الخبر؛ لأنه لا يظهر عليه النصب، فالأَولى أن يكون الأول هو المرفوع، والثاني هو المنصوب إلا بقرينة تدل عليه. والمعنى فما كان دعواهم وادعاؤهم إلا قولهم: