وروى محمد بن فضيل عن الكلبي أن قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا} [الحديد: 10]، نزلت في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - (?)؛ فإنه أول من أسلم، وأول من أنفق في سبيل الله، وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: أول من أظهر إسلامه بسيفه وبيعته النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - (?).

وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر - رحمه الله -: وسمي الصديق لبداره إلى تصديق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل ما جاء به، وقيل: بل قيل له الصديق لتصديقه له في خبر الإسراء.

وكان في الجاهلية وجيهًا، رئيسًا من رؤساء قريش، وإليه كانت الأشناف، وهي الرايات في الجاهلية، كان إذا حمل شيئًا، صدقته قريش فيه، وأمضوا حمالته وحمالةَ من قام معه، وإن احتملها غيرُه، خذلوه ولم يصدقوه.

وأسلم على يدي أبي بكر من العشرة: الزبيرُ، وعثمانُ، وطلحةُ، وعبد الرحمن بن عوف.

وهو أول من أسلم من الرجال، وكان له أربعون ألفًا أنفقها كلَّها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما نفعني مالٌ ما نفعني مالُ أبي بكر" (?).

وأعتق أبو بكر سبعة كانوا يعذبون في الله تعالى، منهم: بلال، وعامر بن فهيرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015