قوله: "إلا في شعبان": حرفُ الجر يتعلّق بـ "أقضي"، والاستثناءُ مُفرغ؛ لأنّ ما قبْل "إلّا" عَمل فيما بعدها؛ وتقَدّم الكَلامُ على "إلا" المكسُورة المشَدّدة في الرّابع من "التشهّد". وجَاز أن يعْمَل ما قبْل "إلا" فيما بعْدها؛ لأنّ الكَلامَ لم يتم بدونه. أما لو تمَّ الكَلام: لم يجز. (?)
قال أبو البقاء في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} [النحل: 43، 44]، قال: لا يتعلّق "بالبينات" بـ "أرسلنا"؛ لأنّ ما قبل ["إلّا"] (?) يعْمَل فيما بعْدها، إلا إذا تَمّ الكَلامُ على "إلّا" وما يليها، إلا أنّه جاء في الشِّعر:
نُبِّئْتُهُمْ عَذَّبُوا بِالنَّارِ جَارَتَهُمْ ... وَلَا يُعَذِّبُ إِلَّا اللهُ بِالنَّارِ (?)
انتهى. (?)