و"لو" تقدّم الكلام عليها في الحديث الأوّل من "الصّلاة"، و"أو" في الثالث من "باب السواك".
وأضاف الوادي والشِّعب إلى "الأنصار" إضافة تخصيص.
و"الشِّعْب" بكسر الشين: "الطريق بين الجبلين" (?)، وبفتحها: "القبيلة العظيمة" (?)، والمراد هنا الأوّل.
قوله: "الأنصار شعار": مبتدأ وخبر، وهي جملة مستأنفة لا محلّ لها، ويحتمل أن تكون مفسرة لكونه منهم.
و"الشِّعار": ما يلي الشَّعر، و"الدِّثار": هو الذي فوق الشِّعار (?).
قوله: "إنكم ستلقون بعدي أَثَرَةً": "إنَّ" واسمها، وجملة "ستلقون" خبرها، و"بَعْدِي" ظرف ومخفوض به، و"أثرةً" مفعول به، والفعل مستقبل، وتقدم الكلام على سين الاستقبال قريبًا، و"إنَّ" لها الصدر، فلا يتقدم معها فعلُها عليها.
قال السهيلي: لا تقول: "غدًا سيقوم زيد"، بتقديم الظرف، لوجهين: -
أحدهما: أن "السين" تدلّ على الاستقبال والاستئناف، والاستقبالُ إنما هو بإضافته إلى ما قبله، فإن كان قبله ظرف أخرجته "السين" عن الوقوع في الظرف، فبقي الظرف بلا عامل. فإذا قلت: "ستقوم غدًا"، دلت "السين" على أن الفعل مستقبل بالإضافة إلى ما قبله، وليس قبله إلا حالةُ المتكلم، ودلت "غد" على استقبال اليوم، فتطابقا، وصار ظرفًا له (?).