باب الإغرَاء، نحو: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} [الشمس: 13]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "دِيَارَكُم تُكْتَبْ آثَارُكُم" (?).
وفي مثل هذا: لو صُرِّح بالعَامل لجاز، بخلاف باب التحذير، وسيأتي منه عند قول: "إيّاكَ وَكَرَائِم أمْوَالهِم" (?).
واختار بعضهم فيه الرّفع، أي: "الصّلاةُ جامعةٌ لكُم"، على الابتداء والخبر. وهو إمّا بمعنى الأمْر، أو بمعنى حكاية الحال الذي تضمَّن معنى الطّلب. وعلى الأول الحُذَّاق.
قوله: "وتقدّم": يحتمل أن تكُون الجملة في محل الحال، أي: "وقد تقَدّم النبي - صلى الله عليه وسلم -"، كقوله تعالى: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} [النساء: 90]. وقد تقدَّم ذكر المواضع التي يُشترط فيها "قد" وما لا يُشترَط فيه في الحديث السّابع من أوّل الكتاب.
ويحتمل أن تكون الجملَة معطوفة على الجملة قبلها.
و"الفاء" في قوله: "فاجتمعوا" فاء السّببية، أي: "بسبب النّداء اجتمعوا"، ويلزم من العطف بهذا المعنى أن يكُون تقدَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبب النّداء أيضًا؛ لأنَّ المعطوفَ في حُكم المعطوف عليه، وليس كذلك؛ لأنّه ما تقدَّم إلَّا بسبب اجتماعهم، فيضْعُف العَطف.
وقد يُقال: لا يَلزَم في المعطوف ما ثبت للأوّل (?)، بدليل قولهم: "رُبَّ شاة وسخلتها بدرهم".