قال جمالُ الدين بن مالك: يحتمل الوَجْهين، فإن كانت "لام" الأمر كان مجزومًا، وزيدت "الياء"، كما زيدت في قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ} (?) في قراءَةِ "قنبل" (?)، ووَجْهها: أنّه أجْرَى المعتَلّ مجرَى الصّحيح.

وإن كانت لام "كي": فتسكينُ ["الياء" تخفيفٌ] (?)، وهي لُغَة مشْهُورة، ومنه قراءة الحسَن: "وذَرُوا مَا بَقيْ مِن الرِّبَا" (?)، وقراءة الأعمش: "فنَسيْ وَلم نَجِدْ لَهُ عَزْما" (?). (?)

قال بعضُهم: "اللامُ" مفتوحة، وهي جَوابُ قَسَم. وذلك بعيدٌ؛ لأنّها لو كَانت للقَسَم لكان "لأُصلينّ لكُم" بـ "النون". (?)

قلتُ: لا يلزمُ هذا؛ فقد قَال بعضهم في قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ} [التوبة: 62]: إنّ "اللام" جَوابُ قسَم، وليس هو مُؤكدًا بـ "النون". (?)

قوله: "قَالَ أنس": جُملة مُستأنفة لا محلّ لها، وتقدّم الكَلامُ على الجمَل التي لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015