قوله: "لتسَوّنّ صُفوفكم": قد تقدّم الكلامُ على "لام" القسَم، و"النون" المؤكّدة قريبًا في أوّل الحديث.

الحديث الثالث:

[72]: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -: أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ، فأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: "قُومُوا فَلأُصَلِّيَ مَعَكُمْ؟ " قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إلى حَصِيرٍ لَنَا قَدْ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِماءٍ، فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَصَفَفْتُ أَنَا وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ، وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْن، ثُمَّ انْصَرَفَ - صلى الله عليه وسلم - (?).

وَلِمُسْلِمٍ: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِهِ وَبِأُمِّه، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِه، وَأَقَامَ المَرْأَةَ خَلْفَنَا" (?).

قال صاحبُ "العُمدة": "اليتيمُ هو: ضُميرة، جَدّ حُسين بن عبد الله بن ضُميرة".

قلتُ: الرّاوي عن "أنس" هو: "إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك"، ولذلك اختلف في ضمير "جدّته"، فقيل: هي "جدّة أنس"؛ فيعُود على مذكُور. وقيل: على "إسحاق"؛ فيعُود على غير مذكُور، ويقوم منه اعتراضٌ على صاحب "العُمدة". (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015