ومحلُّ "كأني أنظُر": حَالٌ من محْذوف، تقديره: "أحْكي لكُم كأني أنظر"، أي: "محقّقًا ذلك".

ومعنى الجملة: حَال من "النبي - صلى الله عليه وسلم -، أي: "خَرَج في حُلّة حمراء محققًا بياض سَاقيه"، فتضمّنت الجملة معنى الحَال من "النبي - صلى الله عليه وسلم -".

قوله: "قال: فتوضّأ: الفاعلُ: ضميرُ "وهب".

وهذا الوضُوء يدُلُّ على أنّ الإناءَ الذي خَرَج به "بلال" لم يكُن فيه فَضْل وضُوء النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلّا أنْ يُقال: "إنّه توضّأ مرّتين لسَبب".

قال بعضُهم: فيه تقْديم وتأخير، أي: "فتوضّأ، فخرج بلال". وهذا فيه قلق.

= معان، وزاد عما ذكره العلماء (أنها للتعليل). ولعل السبب وجود سقط بالمخطوط أو بنسخة "ابن فرحون" من "مغني اللبيب". وأنقُل لك نصّ "ابن هشام" حتى يتبين لك موضع الاشتباه. فقد قال ابنُ هشام: "وذكروا لكَأنّ أربعة معان: -

1 - أحدها: وهو الغالب عليها والمتفق عليه، التشبيه ... بخلاف: (كأنّ زيدًا قائم)، أو في الدار، أو عندك، أو يقوم، فإنها في ذلك كله للظن.

2 - والثاني: الشك والظن ...

3 - والثالث: التحقيق، ذكره الكوفيون والزجاجي ...

فإن قيل: فإذا كانت للتحقيق، فمن أين جاء معنى التعليل؟ قلتُ: من جهة أنّ الكلام معها في المعنى جواب عن سؤال عن العلّة مُقدّر ... وأجيب بأمور، أحدها: ...

الثاني: أنه يحتمل أن ... الثالث: أنّ الكاف للتعليل، وأنّ للتوكيد، فهما كلمتان لا كلمة، ونظيره: {وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [القصص: 82]، أي: اعجب لعدم فلاح الكافرين.

4 - والرابع: التقريب ... ". وانظر: مغني اللبيب (ص 253، 254).

وراجع: عقود الزبرجد (1/ 476 وما بعدها)، الجنى الداني (570 وما بعدها)، شرح التصريح (1/ 294 وما بعدها)، الهمع للسيوطي (1/ 486)، الكليات للكفوي (ص 753)، جامع الدروس العربية (3/ 268).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015