يُجيز نصْب الظرفين بـ "لَقيتُ"، لا على أنَّ الثاني بَدَل بَعْض من كُلّ، وذلك لأنّه أجَاز: "سِيرَ عليه يَومُ الجمعة غَدْوَة"، برَفْع "اليوم" ونَصْب "غَدْوَة"، ولو كان بَدَلًا منه لتبعه في إعْرابه. (?)
قلت: ويجري هذا الخلاف على قول ابن عصفور في العُموم والخُصوص؛ لأنه قَدَّم "اليوم"، وهو أعَمُّ، وأخَرّ "بعد"، وهو أخَصُّ؛ فهو كقوله: "لقيتُه يوم الجمعة غَدْوَة".
وأمّا على القول الآخَر: فيكُون "بعدما غربت الشّمس" بَدَلًا من "اليوم".
ومتى جاءت "ما" بعْد "بعْد" فهي مَصْدَريّة (?)، أي: "بعْد غُروب الشّمس".
وسيأتي الكَلامُ عليها.
وقوله: "غَربت الشَّمس": أثبَت العَلَامَة (?) على أحَدِ الوَجْهين، ولو أسْقَطَها جَاز؛ لأنه مُؤنثٌ غير حَقيقي، بخلافِ ما لو تأخّر الفعل واستند إِلَى [ضمير] (?) "الشمس"؛ فإنَّ العَلامة تجب. (?)
قولُه: "فجَعَل": تقدَّم في الحديث الرابع من الأوّل الكلام على معاني "جعل".