وأمّ الباب: "الهمزة"، وذلك لأنه يُستفهَم بها عن المعلوم والمجهول، كما قال:
أَطَرَبًا وأنتَ قِنَّسْرِيُّ ... ............................................. (?)
وقد تحقّق عنده أَنَّهُ "قنسري"، ثم استفهم عن طربه. (?)
ومن ذلك: {أَلَمْ نَشْرَحْ} [الشرح: 1].
وَلَا تقع موقع "الهمزة" هنا "هل، وَلَا غيرها (?).
قال الشيخ أَبُو حيّان عند قولُه تعالى: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} [المائدة: 116]:
إِذَا ولى الاستفهام الاسم وجاء الفعل بعده أشعر بوقوع الفعل في الوجود، والاستفهام عن صدور ذلك الفعل من المخاطب، وعدم صدوره، بخلاف ما إِذَا ولى الاستفهام الفعل؛ فإنه ليس فيه إشعار بوقوعه.
فإذا قلت: "أنت ضربت زيدًا؟ " أشعر بوقوع الضرب، ولكنك استفهمت عن إسناده للمخاطب.
وإذا قلت: "أضربت زيدًا؟ " استفهمت عن إسناده له، وَلَا إشعار فيه بالوقوع.
قال: ونص على ذلك أَبُو الحسن الأخفش (?).
وسيأتي في الحديث بعد هذا تتمة لمعنى "هل"،