صورة ما كتب الشيخان المشار إليهما أعلاه.

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله.

الحمد لله الذي جعل العلم عُدّة تُنال به مراتب الجلالة، وعُمدة تزال بها معايب الجهالة، وأشْهَد بفضله أدلّة قاطعة، وأوجَد من أهله أهِلّة ساطعة، وأنار من كواكبه نجومًا للهُداة المقتدين، وأدار من ثواقبه رجوما للغُواة المعتدين، فهُم البحور اللاقطة لنثار جواهر الكلام، والبدور الحافظة من العثار في دياجر الظّلام، كَشَفوا معاني الشّريعة فوقفوا لديها، وعرفوا مباني الحقيقة فعَكَفوا عليها، شغفوا بتسهيل الفوائد وتقريب معانيها، وصُرفوا لتحصيل الفرائد وتهذيب مبانيها، [فحَلّوا] (?) عرائسها لأبصار الأفهام، وجنوا نفائسها كالأزهار من الأكمام، وتمتعوا بأبكارها [في] (?) أستار الألفاظ، وتطلعوا لأسرارها بالأفكار لا بالألحاظ، بمجالستهم تُجنى طُرَف الحدائق، ومباحثهم تُدني تحف الحقائق.

نحمده أنْ شرّفنا بالتعلّق بأهدَابهم، ولا نجحَده أنْ صرّفنا [بالتخلّق] (?) بآدابهم، ونمجّده تمجيد من قيّدته شوارد الإحسان، ونوحّده توحيد مَن شيّدت له قواعد الإيمان، ونُصلي على سيدنا محمد الذي أعجَز بالبيان، وبهر باللسان، وقهر بالسنان، وصدَع بالقرآن، وقطع بالبرهان، حتى أصبحت ملته رفيعة الأنصار، [وجلته متبعة] (?) الأمصار، صلى الله عليه وعلى آله، الذين هُم لباب أصله الطيب، وعباب وبله الصيب، وعلى آله وأصحابه الذين جهدوا وما هجدوا، وسَجدوا إلى أن وجدوا.

أمّا بعد: فإنّ الله لما جعل محمدًا خاتم أنبيائه، وآخر المبلغين لأنبائه، أقام لحماية سنته هُداة علماء، وأدام لرعاية أمته حماة عُظماء؛ فلحظوها بعيون الإسناد، وحفظوها من فنون الإنشاد، فما صنّف أهل ملّة أكثر مما صنّفوه، ولا تصرّف غيرهم [في] (?) العُلوم أحسَن مما صرفوه، ففي كل زمان تنشأ عنهم تصانيف، [ ... ] (?) تصاريف، وما زال ذلك فيهم والعلم [يجازف] (?) أن يقبض، ونظام الدنيا [ ... ] (?). وقد وفقنا في مجاورتنا بالمدينة الشريفة سنة ست وستين وسبعمائة على ما [ ... ـه] (?)، [وبصدق] (?) هذه البشارة، وذلك أنّه كان مِن مِنَن الله علينا ومِنَحه الواصِلة إلينا أنْ [التقينا] (?) بها الشّيخ العالم العلامة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015