[وهذا ما بآخر الكتاب] (?)

وجد بخط المؤلف ما صُورته:

يقول كاتبه العبد الفقير إلى الله تعالى، عبد الله بن محمد بن فرحون اليعمري، عفا الله عنه بكرمه: إنّ مما حقّق عندي قبول هذا العَمل وشَرح صَدري له حتى قلت: قد كمل، أنْ وفّق الله لي عند تمامه ووقت إرسال زمامه اجتماعي بالشّيخين الإمامين العالمين العاملين العلّامتين، شمس الدّين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن علي، عُرف بابن جابر الأندلسي، وشهاب الدين أبي جعفر أحمد بن يوسف بن مالك الرّعيني الأندلسي، وهما قد خلصا في هذا العِلم وغيره إلى النّهاية الكُبرى، [وبرزا] (?) في سائر العلوم الغاية القصوى، فساقهما سعدهما وسَعْدي لمجاوَرة الرسُول - صلى الله عليه وسلم - وشرّف وكرّم، فاغتنمت قدومهما بما اشتملا عليه من نصيحة المتعلّمين، وبذل الجهد في إفادة الطالبين؛ فقرأ الفقيه العالم الفاضل المتقن تاج الدّين عبد الواحد بن الشيخ عمر المرحوم [الخراز] (?) كتابي هذا عليهما، وأنا حاضر، قراءة خلصت بها من تشكيكات كانت في الخاطر، حتى صفا شرابه للوارد والصّادر، وتهذبت منه الأفعال والمصادر، أدام الله بقاءهما للمسلمين، ونفعهما [بمجاورة] (?) هذا النبي الكريم، إنه سميع قريب مجيب، وقد [ندبهما] (?) رضي الله عنهما ما ذكرته من مشاركتهما وسماعهما إلى أنْ كتبنا على الكتاب ما تحقّق قولي فيهما وعنهما، فلينظر ذلك تلو هذا، أسعدهما الله وغفر لهما، ولمن دعا لي ولهما، بلغ الله كِلاهما في الدّارين مُراده، وجعلنا من أهل السّعادة بمُحمد وآله.

وكان ذلك بتاريخ مستهل شهر جمادى الأخرى من شهور سنة ست وستين وسبعمائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015