و"لهم" يتعلق بـ "أمر"؛ لأنه يضمّن معنى "أعطى". ولا يصح أن يتعلّق لهم بصفة لـ "لقاح" تقدّمت، فانتصبت على الحال؛ لفساد المعنى.
قوله: "وأمرهم أن يشربوا من أبوالها": التقدير: "بأن يشربوا"، فيجري في محلّ "أن" المذهبان المذكوران لسيبويه والخليل. وتقدّم الكلام على "أمر" في الحديث الأوّل من "باب السّواك".
قوله: "فانطلقوا": أي: "إليها، وشربوا". "فلما صَحوا"، يدلّ على هذا المحذوف سياق الكلام. وتقدّم الكلام على "لما"، وأنها بمعنى "حين" مع الماضي، واختار سيبويه أنها حرف وجُوب لوجُوب، وقدّرها ابن مالك بـ "إذ" (?). والعامل فيها: جوابها، وهو: "قتلوا".
وضعّف أبو حيّان الظّرفية لمجيء جَوابها نفيًا، والنفي لا يعمل ما بعده فيما قبله، وذلك نحو قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي} (?).
قال السّهيلي: ليست "لما" في نحو: "لمّا جاء زيد" بمنزلة "الحين" في قولك: "حين جاء زيد"؛ لأنّ الكلام الذي فيه "حين" إنما يدلّ على أنّ وقت فعل أحدهما هو وقت فعل الآخر، والذي فيه "لمّا" يدلّ على أنّ أحَد الفعلين عِلّة للفعل الآخر. (?) انظر تمام الكلام على "لمّا" في الحديث الرّابع من "المذي".
قوله: "فجاء الخبر": أي: "إلى رسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".