وقوله: "فهو أبْعَد لك منها": "أبعَد" أفعل التفضيل، و"منها" يتعلّق به، وهي لابتداء الغاية، وقيل: للتبعيض. وتقدّم الكلام مرارًا على "أفعَل" في الأوّل من "الصّلاة".
[321]: عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا رَمَى امْرَأَتَهُ، وَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهَ -صلى اللَّه عليه وسلم- فتَلاعَنَا، كَمَا قَالَ اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، ثُمَّ قَضَى بِالْوَلَدِ لِلْمَرْأَةِ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلاعِنَيْنِ (?).
قوله: "رمى امرأته": أي: "بالزنا"، فـ "رمى" بمعنى "قذَفها"، [والجملة] (?) خبر "أنّ". وجملة "وانتفى" معطوفة عليها، و"من ولدها" يتعلّق بـ "انتفى"، ويُروى: "وَانْتَفَلَ" (?) بالفاء واللام، قال أبو عمر: "المعنى واحد" (?).
قوله: "في زمن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-": يتعلق بـ "انتفى"، أو يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: "وذلك في زمن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".
فإن قلت: ما فائدة ذكر الزمن الذي وقع ذلك فيه، مع أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرهما أن يتلاعنا، وقضى بالولد للمرأة؟
قلت: لعلّه أراد الراوي تذكير أهْل زمانه بما كان في زمانه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قوله: "فأمرهما النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فتلاعنا": فيه محذوف تقديرهما: "فأمرهما النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-