قولُه: "جمع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بين المغرب والعشاء بجَمْع": المرادُ: "بين صَلاتي المغرب والعشاء"، وتقَدّم الكَلامُ على "بين" في الثّالث من "باب السواك". والعَامِلُ في "بين": "جمع".
قوله: "بجَمْع": "الباء" ظَرْفيّة. و"جمْع" عَلَمٌ على "المزدلفة"، سُمّيت به لأنّ آدَم وحَوَاء لما أُهْبطَا اجتمعا به. وهو مصْروفٌ إِذَا أرَدْت به الموضِع أو أرَدت به البُقْعَة؛ لأنّه ثُلاثي سَاكِن الوَسَط. (?)
و"الباء" في "بجَمْع" تتعَلّق بـ "جَمَعَ"، و"بإقَامَة" يتعَلّق به أيضًا. وحَرفا الجر مختلفا المعنى؛ "الباء" الأولى ظَرفيّة، والثّانية للإلصَاق. ويحتمل أنْ تكُون "الباء" في "بإقَامَة" للحَال، أي: "جَمَعَ النّبي مُقيمًا لهما".
وأمّا قوله: "لكُلّ واحِدة منهما" فيتعَلّق بصِفَة لقَوله: "بإقامة"، تقَدّمت؛ فانتَصَبت على الحَال، أي: "بإقَامَة كَائنة لكُلّ واحِدةٍ منهما". و"منهما" يتعَلّق بصِفَةٍ لـ "واحِدَة". [وتقَدّم الكَلامُ] (?) على "كُلّ" في الأوّل مِن الكتاب.
وأمّا "واحِدة": فصِفَة لموصُوفٍ محذُوف، أي: "لكُلّ صَلاةٍ واحِدة". و"واحِدة" بمَعنى "مُنْفَرِدَة" (?).
قول: "ولم يُسَبّح": معْطُوفٌ على قوله: "جَمَعَ"، و"بينهما" ظَرْفٌ لـ "يُسَبّح"،