قوله: "لم أشْعُر": الجمْلَة معمُولَة للقَوْل، التقديرُ: "حَلَقتُ قبل الذّبح ولم أشْعُر"، لكنّه قَدّم مَا يدْفَع عنه اللَوم ويقيم له العُذر، وهو عَدَم شُعوره؛ ولذلك أتى بـ "الفَاء" المقتَضية للسّببيّة.
ويحتمل أن يكُون التقديرُ: "لم أشْعُر بالمنْع -أو بالحُكْم- فحَلَقتُ".
وتقَدّم الكَلامُ على "قبْل" و"بعْد" في الرّابع مِن الأوّل.
قولُه: "أنْ أذْبَحَ" و"أنْ أرْمِي": في مَوضِع جَرّ بالإضَافَة، أي: "مِن قبْل الذّبح" و"مِن قبْل الرّمي".
قوله: "اذْبَح": يحتمل أنْ يُريد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "في المستقبَل، في إحْرَام غير هَذَا"، "وَلَا حَرَجَ" إنْ كَان ذَبَح ورَمَى، أو إنْ كَان ذَبَح ولم يَرْم؛ فالأمرُ على ظَاهِره. (?)
وخبرُ "لا" محذُوفٌ، أي: "لا حَرَجَ عَليْك"، مثل: "لا بَأس" (?). وجَاز هُنا إنْ عَملَت "لا" عَمَل "إنّ" حَذفُ الخبر، كما جَاز فيها إِذَا عَملَت (?) عَمَل "ليس" في قَولهم:
مَنْ صَدَّ عَنْ نِيرَانِهَا ... فَأنَا ابنُ قَيْسٍ لَا بَرَاحُ (?)