و"عرفتها" أولى بالعَدد الكثير، فلذلك يُقال: "الأجذاع انكسرنَ"، و"هن مُنكسرات"، و"عرفتهن"] (?)؛ لأنّ "الأجذاع" جمع قِلّة، ويُقال: "الجذوع انكسرت" و"هي منكسرة"، و"عرفتها"؛ لأنّ "الجذوع" جمع كثرة، هذا هو الأفصح، والعكسُ جائز.
وبالأفصَح جَاء قوله: "هُنّ لهن ولمن أتَى عليهم مِن غير أهْلهن"، ولو جَاء بغير الأفصَح لكَان: "هي. . . ولمن [أتى] (?) عَليها مِن غَير أهْلها". (?)
وبالأفْصَح أيضًا جَاءَ القرآن، أعْني قَول الله تعالى: {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم} [التوبة: 36]، فقال: "منها"، في ضَمير "اثنا عشر"، و"فيهن" في ضَمير "أربعة". (?)
وأمّا الضّمير في قوله: "لهن": فكَان حَقّه أن يكون هاءً وميمًا، فيقال: "هُن لهم"؛ لأنّ المراد: "أهل المواقيت"؛ فاللائقُ بهم ضمير جمع المذكّر، ولكنه أنّث باعتبار الفِرَق والزُّمَر والجماعات. (?)
وسَببُ العُدول عن الظّاهر تحصيل التشاكُل للمُتجاورين، كما قيل في بعْض الأدْعية: "اللهُم رَبّ السّمَوَاتِ وَمَا أظْلَلْن، وَرَبّ الأَرضين وَمَا أَقْلَلْن، وَرَبّ الشَّيَاطِين وَمَا أَضْلَلْن" (?)، واللائقُ بضَمير "الشّياطين" أنْ يكُون واوًا،