غني يقال له مرثد بن أبي مرثد حليفا لبني هاشم إلى مكة ليخرج ناسا من المسلمين بها أسرا1 فلما قدمها سمعت به امرأة يقال لها عناق وكانت خليلة له في الجاهلية، فلما أسلم أعرض عنها فأتته فقالت: ويحك يا مرثد ألا تخلو؟ فقال: إن الإسلام قد حال بيني وبينك وحرمه علينا ولكن إن شئت تزوجتك، إذا رجعت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقالت له: أبي تتبرم؟ ثم استغاثت عليه فضربوه ضربا شديدا ثم خلوا سبيله فلما قضى حاجته بمكة انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه بالذي كان من أمره وأمر عناق وما لقي بسببها فقال: يا رسول الله أيحل لي2 أن أتزوجها؟ فنهاه عن ذلك ونزلت3 {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِن} الآية 4.
وذكره مقاتل5 بمعناه وطوله وقال في أوله: كان أبو مرثد رجلا صالحا واسمه أيمن وكان المشركون أسروا أناسا من المسلمين فكان أبو مرثد ينطلق إلى مكة مستخفيا فيرصد المسلم ليلا فإذا خرج إلى البراز خرج معه من يحفظه فيتركه عند البراز فينطلق أبو مرثد فيحمل الرجل على عنقه حتى يلحقه بالمدينة فانطلق مرة فلقي عناق -فذكر قصتها- وقوله: إن أبا مرثد اسمه "أيمن" منكر والمعروف أن اسمه