عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم، لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمتَ في قومك وأعطيتَ عطايا عظاماً في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار منها شيء.

قال: فأين أنت من ذلك يا سعد؟

قال: يا رسول الله، ما أنا إلا من قومي.

قال: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة.

فخرج سعد وجمع الأنصار، وبعد قليلٍ ستُعقد جلسةُ عتابٍ تاريخيةٍ يتحادث الناس عنها دهراً طويلاً.

_ لما اجتمعوا أتى سعدٌ رسول الله مخبراً باجتماع القوم، فأتاهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:

"يا معشر الأنصار، ما قالةٌ بلغتني عنكم، وجدَةٌ وجدّتموها عليّ في أنفسكم؟

ألم آتكم ضلاّلاً فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداءَ فألّف الله بين قلوبكم"؟

قالوا: "بلى، الله ورسوله أمنّ وأفضل".

قال: "ألا تجيبونني يا معشر الأنصار"؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015