خلاف الرأي والحكمة، فذلك لقصور مداركنا وعجزها عن استيعاب القرار الحكيم، كما حصل من عمر رضي الله عنه في صلح الحديبية - قبل أن يتبين له وللآخرين أنّ ذلك الصلح هو الفتح المبين-، وهو الذي صدر من نبي الله موسى مع الخضر - عليهما السلام - وها هو الآن يتكرر على أعقاب قسمةِ غنائم حنين.
_ فلقد وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم لما ما نالهم من القسمة الذي نال غيرهم، فكثرت منهم القالةُ حتى قال قائلهم: لقيَ واللهِ رسولُ الله قومَه، وفي ذلك قال شاعر الإسلام الأوّل حسّان بن ثابت:
دعْ عنك شمّاءَ إذْ كانت مودتها ... نزرا وشرّ وصالِ الواصل النزرُ
وأت الرسول فقل: يا خير مؤتمن ... للمؤمنين إذا ما عدد البشرُ
علام تُدعى سليم وهي نازحة ... قدّام قوم همْ آووا وهم نصروا
سمّاهم الله أنصارا بنصرهم ... دين الهدى وعوان الحرب تستعرُ
_ إن الأنصار يقدمون في الإسلام على رأس الهرم - واللهُ اختصهم على العالمين ليكونوا شركاءَ في تبليغ الدعوة الإسلامية الخالدة، أفلا يجدوا اليوم في أنفسهم من هذه القسمة شيئا؟!
_ دخل سعد بن عبادة على رسول الله صلّى الله