والأولى من ذلك، مطالبة المخطئ بسرعة الاعتراف، فإنك عندما تكون مخطئاً وتلاقي صديقك بهذه العبارة: "آسف، لقد أخطأت في حقك" تجده ولابد يجيبك بقوله: "لا عليك، لم يكن ذلك بشيء" وهو - بلا شك - أخف على النفس من توبيخ العتاب، وقد أدرك هذا المعنى أخوة يوسف - عليه السلام - عندما قابلوه بالذنب الذي لا يغتفر - ألقوه في البئر وهو ذلك الطفلُ الصغير - فـ {قَالُواْ تَاللهِ لَقَدءَاثَرَكَ اللهُ عَلَينَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ}، ليأتي الجواب سريعاً ومباغتاً وبلا عتاب: {لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَوم}!
" .. كلّ مغفل يسعه أن يدافع عن أخطائه - ومعظم المغفلين يفعلون! - أمّا أن تسلم بأخطائك فهو سبيلك إلى الارتفاع درجاتٍ فوق الناس والإحساس بالرقي والسمو" (ديل كارنيجي)
إنّ الاعتراف بالخطأ فضيلة كبرى، والمطالبة بذلك الاعتراف قوّة فطرية، فلا شيء أدعى إلى الضجر والسخط من إنكار المخطئ لأخطائه الفادحة، ومن أجل ذلك احتجنا للعتاب الذي يؤدي في أصح استعمالاته إلى الاعتراف والاعتذار، فإذا وجدت على أعقاب عتابك أحد هذين المطلبين تكون حينها قد تحققت من النجاح.