إن أساليب الاستعطاف لا تكاد تحصى، وإن كنت أعرض عليك قواعد عامة تخلُق العطف في مشيمة الصداقة، إلا أني سأذكر لك مثالاً واحداً ربما غفل عنه الكثيرون أو ظنوه غير مجدٍ وهو عظيم الجدوى، جرب مرّة أن تنادي صديقك نداء استعطاف باسمٍ خلاف الذي اعتاده منك كأن تنادي: (أبا محمد) بصريح اسمه: (عليّ) من المؤكد أن ذلك سيثير اهتمامه ولابد أن يكون تأثيره مذهلاً.

تحدث للقلوب:

إن للقسوة موروث بغيض على القلب، ثقيل على النفس، يتأبطه الصديق فيحرج به الآخرين، وقد انطبعت تلك القسوة وإرثها على أعراب الصحراء القاسية تكيفاً غير مجذوذ، حتى جاء الإسلامُ يجذ كل بذاءة، ويتلف كل رذيله، ويتمم مكار الأخلاق، فكان مماحض عليه الهدوءَ واللين، ففي الحديث الذي في الصحيحين: "كل سلامى من الناس عليه صدقة ... " قال: "والكلمة الطيبة صدقة"، وقد تعلم الصحابةُ هذا الدرس التربوي فكانوا: {رحماء بنيهم} الفتح: (29).

إلاّ أن أحسن الأحوال أن يستغنى في التسامح عن الكلام فـ"تبسمك في وجه أخيك صدقة"، وكم اختصرت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015