قررت اللجنة - التي يتصدّرها والدي - حجب مشاركة المدرسة مما أحدث أثرةً في مدير المدرسة ومعلّميها وطلاّبها، وقد عرضت المدرسة استنكارها وعتابها على ذلكم الصنيع في فقرة مسرحيّة تخللت حفل نهاية العام الدراسي، فاستأذن أبي في المشاركة وأجابهم على منبر الحفل بأبيات كان مطلعها:
حنانكِ أمّنا وضَحَ الصوابُ ... وعفوكِ إنّهُ انْقشَعَ الضَبَابُ
فتَحْتِ الصَدْرَ أعْواماً عِجافاً ... فذلّ لنا منَ العلمِ الصعابُ
وفيها:
عِتابكم هو الشَهْدُ المصفّى ... وبعضُ العتْبِ مهْلَكَةٌ وصابُ
وأحلى العتْب يصدر من حبيبٍ ... "ويبقى الودُّ ما بقيَ العِتَابُ"
* * *
لئنْ حُجبَتْ مساهَمَةٌ لعَمْري ... سماءُ الله يحْجُبها سحابُ
وتلك الغادةُ الحسْناء يدنو ... لها الخطّابُ والأدبُ الحجابُ
فهذا عتاب لطيف استوجب جواباً حسناً، عادت به المياه إلى مجاريها، والقلوب إلى تصافيها، بل وأحسن وزيادة، وهكذا العواطف حينما تتحرك في جوانح النفوس الكريمة، يأسرها التلطف ويستميلها التودد، من أجل ذلك تدرك عناية الشريعة بحسن التعامل مع الآخرين.