ظلمات القطيعة والجفاء!
إنّ المجازفة في الإنسان سمة فطريّة، والاحتراس والتّأني عارضان، والله تعالى يقولُ: {إنّا عَرَضنَا الأَمَانَةَ عَلى السمَوَتِ وَالأَرضِ وَالجِبَالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأشفَقنَ مِنها وَحَمَلَها الإِنسَنُ إِنّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً} الأحزاب (72). فالمجازفة ظلمٌ وجَهالةٌ، وأيّ شيءٍ أظلمُ وأجهلُ من المجازفة بالصّديق؟! - أما مرساة الرفق والاحتراس فحريّة بالاستعمال في مثل هذه الظروف وإلا أكلها الصدأ!
يحكى أن إحدى السيدات ذهبت إلى صديقاتها في بعض مناسباتهن، وطلبت من زوجها أن يأتيها في موعد محدد، فتأخر عليها الزوج، حتى لم يبق أحد من الزائرات سواها، وأصبحت تشعر بالخجل من ذلك التأخر لما ترى على قسمات المضيفة من الإرهاق والتعب والمجاملة في تحمّلها، فلما عاد الزوج وانطلق بالسيارة قافلا إلى المنزل وقد أوشكت المرأة على البكاء من الخجل جرّاء ذلك الموقف، وهي تراود نفسها في البدء بالوابل الحارق من عبارات اللوم والعتاب على الزوج، بادرها قائلا: إنّي أمضيت الوقت كلّه في البحث عن الجهاز الذي طلبته منّي قبل فترة،