هذه الحماقات عن الأصدقاء! - هل قال لك أحد إنّ الصديق لا يكون أحمق أحياناً؟ خذ على ذلك مثالاً:
كان مصطفى النحاس أحد كبراء رجال السياسة في مصر، وهو الذي ساهم في تأسيس جامعة الدول العربية، وخلال أيام تزعمه لحزب الوفد أجرى عدة جولات على بعض القرى المصرية، وكان من عادته أن يلقي في كل مناسبة خطبةً يكتبها صديق له شاعرٌ وصحفيٌ معروفٌ بخفة دَمِه وحلمه، إلا أنه فوجئ بالجماهير في إحدى الجولات يطلبون منه أن يلقي عليهم خطبة - لم تكن مرسومة في الخطّة ولا مُعَدّاً لها - وبتلقائية كانت معروفةً في النحّاس قال وهو على شرفة القصر: "لا مانع من ذلك"، ثم همس لمن حوله في شرفة القصر: "قولوا للحمار الذي يكتب لنا الخطب أن يكتب خطبة جديدة وبسرعة! ".
ففوجئ بالشاعر الصحفي بين الواقفين حوله وقد سمع مقالته يجيبه: "الحمار جاهز يا دولة الباشا!! ".
هل تعلم ماذا حصل؟
لقد أُغرق الجميع في الضحك وكان دولة الباشا والشاعر الصحفيّ أعلاهم ضحكاً، وانتهى ذلك الموقف بأن اعتذر إليه - أمام الجميع - وقبّل رأسه.