"إنّ عدم التكلف، يجمع ويؤلف". (مقالةٌ اشتُهرت)
إذا اعتبرنا أن الأمثال ليست على إطلاقها فالمقولة صحيحة، أمّا على الإطلاق .. كلاّ!
فلقد علمتنا التجربة أن اطّراح الكُلفة بين الأب وأبنائه جعلتهم من أزهد الناس فيه - لو كان عالما، "فالعالم من بعيد تجده محتشماً - يعني - في الغالب عليه السمت، أمّا الأبُ فتراه على هيئات فيها شيء من ترك الحشمة، وذلك لوجوده بينهم في كل وقت وفي كل حين، فهم يشاهدون تصرفاته وتصرفاته تصرفات بشرية لا شك أنه يعتريها ما يعتريها من النقص" (العلامة عبد الكريم الخضير). ولئنْ كانت الجملة المشتهرة يراد بها التكلف في الكرم، فإن التكلف في سائر الشؤون يدخل فيه دخولا أولياً، ومتى كانت الكلفة في المحاورة مطّرحة بين الصديقين فذلك مظنة الوقوع في الزلل والخطأ.
والواجب تجاه تلك الزلات أن تشمها ولا تفركها، تماما كما يفعل معاوية - رضي الله عنه -.
قرأتُ في كتب أحد المعاصرين (?)، أنّ سفيهاً