من خلال الاستقراء لمواضيع هذه المفردة ومناسبات إطلاقها في كتب الأدب، وأبيات العرب، نجد أنّها مترددة بين؛ عتاب عدوٍ وعتاب صديق.
فأمّا عتاب العدو كنحو قول بشّار:
إذا الملك الجبار صعّر خدّه ... مشينا إليه بالسيوف نعاتبه
ومن سياق البيت يظهر لك أنّ عتاب العدوّ يدخل فيه الاعتداء والمنازلة الحسيّة، بينما يعاتب المقنّعَ الكنديَ قومُه، بمعنى يلومونه على أمرٍ فعله (?) فهو يقول:
يعاتبني في الدين قومي وإنّما ... ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
وما نريد تناوله تحت هذا العنوان هو الصنف الثاني، الذي عرّفه الخليل بمخاطبة الإجلال، ومذاكرة الموجدة، وهو العتاب حينما يكون بين الأصدقاء.
إنّ المحبّة في الله من أوثق عرى الصداقة، وأشرف مراتب الأخوّة، وأنفس كنوز الدنيا، ولها في الإسلام من العناية الحظ الوافر، والقدر الظاهر، فموعود أهلها الظلّ