وَقَالَ لُقْمَان لِابْنِهِ يَا بني أَمر لَا تَدْرِي مَتى يلقاك استعد لَهُ قبل أَن يفجأك

وَقَالَ الْحسن رَحمَه الله مَا رَأَيْت يَقِينا أشبه بِالشَّكِّ من يَقِين النَّاس بِالْمَوْتِ مَعَ غفلتهم عَنهُ وَمَا رَأَيْت صدقا أشبه بِالْكَذِبِ من قَوْلهم إِنَّا نطلب الْجنَّة مَعَ عجزهم عَنْهَا وتفريطهم فِي طلبَهَا

وَقَالَ بَعضهم أَيهَا النَّاس إِن الحكم قد وَجب وَإِن الْمَوْت قد اقْترب والعمر قد ذهب فكم من آسَف عَلَيْهِ وناظر بِعَين الشَّفَقَة إِلَيْهِ وَإِن فِي تلاشي الْعُمر مَا يقصر عَن أمل الأريب وَيجمع من هم اللبيب وَيُرْسل من عبرات الكئيب فرحم الله امْرأ بَكَى على نَفسه فَلَيْسَ يبكي عَلَيْهَا غَيره وَنظر إِلَيْهَا فَلَيْسَ ينظر إِلَيْهَا سواهُ

وأنشدوا

لبيْك على الشبيبة من بكاها ... كَمَا أبْكِي عَلَيْهَا ملْء جفني

وَمن يَك بَات ذَا حزن عَلَيْهَا ... فمثلي فليبت فِي فرط حزن

وَمن يَك ساليا يَوْمًا فَإِنِّي ... قطعت علائق السلوان عني

عجبت لمن يبكي رسم دَار ... عفت أبياتها أَو سير ظعن

وَيتْرك نَفسه يبكي عَلَيْهَا ... وَقد جبلت على ضعف ووهن

وَقد صَاح الْحمام بهَا أجيبي ... إلام وفيم وَيلك ذَا التأن

وَمن بعد الْحمام لَهُ حَدِيث ... يرِيه من الْعَجَائِب كل فن

حَدِيث مَا حَدِيث مَا حَدِيث ... يبين لَهُ الْيَقِين من التظني

وَعمر يَنْقَضِي فِي غير شَيْء ... وَلَكِن فِي الْمحَال من التَّمَنِّي

ويعذلني إِذا أرْسلت دمعا ... على وجنات ذِي خسر وغبن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015