تماشى من شذاها فِي رياض ... وتخطر من سناها فِي برود
يحار الطّرف من نظر إِلَيْهَا ... ويشخص فِي خدود أَو قدود
عجبت لَهَا ولي تَدْنُو وأنأى ... وتدعوني وَأعْرض فِي صدود
وَمَا هَذَا كمو إِلَّا لِأَنِّي ... نزلت بهامتي تَحت الصَّعِيد
وَأعظم حسرة من ذَاك جهلي ... بخالقها وجهلي بالوعيد
وَلَو أَنِّي استضأت بِنور علم ... يوفقني على الرَّأْي السديد
لآثرت الْإِلَه وَلم ألاحظ ... سواهُ من طريف أَو تليد
وَلَكِنِّي وَردت حِيَاض دنيا ... شرعت بِهن فِي مَاء صديد
على علم وَردت بِسوء رَأْي ... وجهلي بالمقاصد والعقود
فَمن لي والمنى حُلْو جناها ... ومنهلها شهي للورود
بِعلم مؤيد فطن لَبِيب ... وتوبة حَازِم جلد شَدِيد
تريه الْبَدْر فِي ظلم الدياجي ... وتنهضه بأثقال العهود
لَعَلَّ عوارف الرَّحْمَن تصفو ... بِذَاكَ على سؤول مستزيد
فتورده موارد صافيات ... كطعم الْمسك بالعذب البرود
وَإِلَّا صب فِي مهوى عميق ... ودحرج من ذرى طود بعيد