تبَارك من يجْرِي على الْخلق حكمه ... فَلَيْسَ لشَيْء مِنْهُ عَنهُ محيد
يَا لله مصرعهم كم فيهم من مجرر ذيل إعجابه متطاول على أَصْحَابه متعاظم على أقرانه وأترابه تجمع لَهُ الْأَمَانِي وترتاح إِلَى وَصله الغواني إِن بصر لَا يستبصر وَإِن أَمر لَا يأتمر وَإِن زجر لَا يكف وَلَا ينزجر لَا يسمع إِلَّا دَاعِي الْهوى وَلَا يستجيب إِلَّا لمن إِلَيْهِ دَعَا يلهو ويفرح ويمزح ويمرح ويبيت من دُنْيَاهُ مثل مَا كَانَ أصبح قد أبدأ فِي أمره وَأعَاد وَأحكم غيه فأجاد وأشاد من أمله مَا أشاد حَتَّى إِذا نَالَ مُرَاده أَو كَاد صاحت بِهِ الْمنية صَيْحَة الغضبان وصدمته صدمة اللهفان فهدت أَرْكَانه وَكسرت أعضانه وَفرقت أنصاره وأعوانه فَأصْبح قد بَاعَ النفيس بالدون وَأعْطى الثمين بالمثمون وَمضى يعَض بنانه المغبون لم يرح بنائل وَلَا حصل على طائل فنعوذ بِاللَّه من سوء الأقدار وسيء الِاخْتِيَار
وأنشدوا
جر ذيل التيه والغي ... وَقَالَ من مثلي فِي الْحَيّ
وَمر يرتاح إِلَى وَصله ... مَا شَاءَ من زَيْنَب أَو مي
لَا ينثني عَن خوف شَيْء وَلَا ... يسمع إِلَّا دَاعِي الغي
وَبَات من دُنْيَاهُ فِي مثل مَا ... أصبح من نشر وَمن طي
حَتَّى إِذا مَا نَالَ أَو كَاد أَن ... ينَال مِنْهَا جرعة الرّيّ
صِيحَ بِهِ فِي سربه صَيْحَة ... ضعضع مِنْهُ كل مَا شي
وإنفذ الْأَمر على رغمه ... وأنجز الْوَعْد بِلَا لي
وَلم يرح من ذَاك إِلَّا بِمَا ... رَاح الَّذِي يقبض فِي الفي
تبَارك الله وسبحانه ... مَا أقرب الْمَوْت من الْحَيّ وَيَا لله كم هُنَالك من ملك طوة يل النجاد رفيع الْعِمَاد عَظِيم الأجناد كثير