فَهَل تذكرُونَ أهليكم يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما فِي ثَلَاثَة مَوَاطِن فَلَا يذكر أحد أحدا عِنْد الْمِيزَان حَتَّى يعلم أيخف مِيزَانه أم يثقل وَعند تطاير الصُّحُف حَتَّى يعلم أَيْن يَقع كِتَابه فِي يَمِينه أم فِي شِمَاله أم من وَرَاء ظَهره وَعند الصِّرَاط إِذا وضع بَين ظَهْري جَهَنَّم حَتَّى يجوز
وَذكر التِّرْمِذِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله تَعَالَى يَوْم نَدْعُو كل أنَاس بإمامهم قَالَ يدعى أحدهم فَيعْطى كِتَابه بِيَمِينِهِ ويمد لَهُ فِي جِسْمه سِتُّونَ ذِرَاعا ويبيض وَجهه وَيجْعَل على رَأسه تَاج من لُؤْلُؤ يتلألأ فَينْطَلق إِلَى أَصْحَابه فيرونه من بعيد فَيَقُولُونَ اللَّهُمَّ ائتنا بِهَذَا وَبَارك لنا فِي هَذَا فيأتيهم فَيَقُول أَبْشِرُوا لكل رجل مُسلم مثل هَذَا قَالَ وَأما الْكَافِر فيسود وَجهه ويمد فِي جسده سِتُّونَ ذِرَاعا على صُورَة آدم فيلبس تاجا من نَار فيراه أَصْحَابه فَيَقُولُونَ نَعُوذ بِاللَّه من شَرّ هَذَا اللَّهُمَّ لَا تأتنا بِهَذَا قَالَ فيأتيهم فَيَقُولُونَ اللَّهُمَّ أَخّرهُ فَيَقُول أبعدكم الله فَإِن لكل رجل مِنْكُم مثل هَذَا
وَقد تقدم تَقْرِير الْمُؤمن بذنوبه وتعريفه بهَا
وأنشدوا
أمدد يَمِينك من دنياك آخذة ... كتاب فوزك إِذْ تحتل أخراك
فلست تدْرك مَا هُنَاكَ من أمل ... إِلَّا بِوَاسِطَة من دَار دنياك
فَإِن تكاسلت أَو قصرت فِي طلب ... كنت المخيب وَالْمَطْلُوب إِذْ ذَاك
يَا نَائِم الْقلب عَن أَمر يُرَاد بِهِ ... نبهه وَيحك إِن الْأَمر حاذاك
وَاشْدُدْ حزيمك واكشف ساعديك لَهُ ... فَرُبمَا حمدت بالجد عقباك
كم رابح بِكِتَاب كَانَ أملاه ... هُنَا بِمَا شَاءَ برا أوآفاك
فظل مرتقبا أدراج مكرمَة ... فِي عدن أَو نازلا فِي النَّار ادراكا
وطلعة الْمَوْت تبدي عَن حَقِيقَة مَا ... تملي فإياك ان تنساه إياك