قَالَ يَا رَسُول الله كَيفَ يحْشر الْكَافِر على وَجهه يَوْم الْقِيَامَة قَالَ أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ على رجلَيْهِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا على أَن يمْشِيه على وَجهه يَوْم الْقِيَامَة قَالَ قَتَادَة حِين بلغه بلَى وَعزة رَبنَا
قَالَ أَبُو حَامِد وَذكر هَذَا الْفَصْل فِي طبع الْآدَمِيّ إِنْكَار كل مَا لم يأنس بِهِ وَلم يُشَاهِدهُ وَلَو لم يُشَاهد الْإِنْسَان الْحَيَّة وَهِي تمشي على بَطنهَا لأنكر الْمَشْي من غير رجل وَالْمَشْي بِالرجلِ أَيْضا مستبعد عِنْد من لم يُشَاهد ذَلِك فإياك أَن تنكر شَيْئا من عجائب يَوْم الْقِيَامَة لمخالفتها قِيَاس الدُّنْيَا فَإنَّك لَو لم تكن شاهدت عجائب الدُّنْيَا ثمَّ عرضت عَلَيْك قبل الْمُشَاهدَة لَكُنْت أَشد إنكارا لَهَا فأحضر رَحِمك الله فِي قَلْبك صُورَتك وَأَنت قد وقفت عَارِيا مكشوفا ذليلا مَدْحُورًا متحيرا مبهوتا منتظر لما يجْرِي عَلَيْك من الْقَضَاء بالسعادة أَو بالشقاء
ذكر أَبُو بكر بن أبي خَيْثَمَة بِإِسْنَادِهِ إِلَى لَقِيط بن عَامر الْعقيلِيّ قَالَ خرجت أَنا وَصَاحب لي حَتَّى قدمنَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة لانسلاخ رَجَب فأتينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين انْصَرف من صَلَاة الْغَدَاة فَقَامَ فِي النَّاس خَطِيبًا فَقَالَ أَيهَا النَّاس أَلا إِنِّي قد خبأت لكم صوتي مُنْذُ أَرْبَعَة أَيَّام أَلا لأسمعكم الْيَوْم أَلا فَهَل من امرىء بَعثه قومه فَقَالُوا لَهُ اعْلَم مَا يَقُول لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَلا ثمَّ لَعَلَّه أَن يلهيه حَدِيث نَفسه أَو حَدِيث صَاحبه أَو يلهيه الضلال أَلا إِنِّي مسئول هَل بلغت أَلا اسمعوا تعوا أَلا اجلسوا أَلا اجلسوا فَجَلَسَ النَّاس وَقمت أَنا وصاحبي حَتَّى إِذا فرغ لنا فُؤَاده وبصره قلت يَا رَسُول الله مَا عنْدك من علم الْغَيْب قَالَ فَضَحِك لعَمْرو الله وهز رَأسه وَزعم أَنِّي ابْتغِي تسخطه فَقَالَ ضن رَبك بِخمْس من الْغَيْب لَا يعلمهَا إِلَّا الله وَأَشَارَ بِيَدِهِ قلت وَمَا هن يَا رَسُول الله قَالَ علم الْمنية قد علم مَتى منية