وَذكر النَّسَائِيّ عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن لله مَلَائِكَة سياحين يبلغونني من أمتِي السَّلَام
وَذكر أَبُو دَاوُد من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَا من أحد يسلم عَليّ إِلَّا رد الله عَليّ روحي حَتَّى أرد عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ سُلَيْمَان بن نعيم رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم فَقلت يَا رَسُول الله هَؤُلَاءِ الَّذين يأتونك ويسلمون عَلَيْك أتفقه مِنْهُم قَالَ نعم وأرد عَلَيْهِم
وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَتَى الْمَقَابِر قَالَ السَّلَام عَلَيْكُم أهل الديار من الْمُؤمنِينَ وَالْمُسْلِمين وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم لاحقون أَنْتُم لنا فرط وَنحن لكم تبع أسأَل الله لنا وَلكم الْعَافِيَة وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يعلمهُمْ مثل هَذَا أَن يقولوه إِذا دخلُوا الْمَقَابِر وَهَذَا يدل على أَن الْمَيِّت يعرف سَلام من يسلم عَلَيْهِ وَدُعَاء من دَعَا لَهُ
ويروى أَن الْفضل بن موفق قَالَ كنت آتِي قبر أبي الْمرة بعد الْمرة وَأكْثر من ذَلِك فَشَهِدت يَوْمًا جَنَازَة فِي الْمقْبرَة الَّتِي دفن فِيهَا فتعجلت بحاجتي وَلم آته فَلَمَّا كَانَ من اللَّيْل رَأَيْته فِي الْمَنَام فَقَالَ لي يَا بني لم لَا تَأتِينِي فَقلت لَهُ يَا أَبَت وَإنَّك لتعلم بِي إِذا أَتَيْتُك قَالَ أَي وَالله يَا بني وَإنَّك لتَأْتِيني فَمَا أَزَال أنظر إِلَيْك حَتَّى تطلع من القنطرة حَتَّى تصل إِلَيّ وتقعد عِنْدِي ثمَّ تقوم فَلَا أَزَال أنظر إِلَيْك حَتَّى تجوز القنطرة
وَكَذَلِكَ أبيحت زِيَارَة الْقُبُور للنِّسَاء كَمَا أبيحت للرِّجَال وأبيح لَهُنَّ الْبكاء عِنْد الْقُبُور كَمَا أُبِيح للرِّجَال
مر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِامْرَأَة تبْكي عِنْد قبر صبي لَهَا فَقَالَ لَهَا اتقِي الله واصبري فَقَالَت إِلَيْك عني فَإنَّك لم تصب بمصيبتي وَلم تعرفه فَلَمَّا ذهب