قَالَ الْأَصْمَعِي فَأَعْجَبَنِي شعرهَا فدنوت مِنْهَا لأكلمها وأسألها عَن أمرهَا فَإِذا هِيَ قد سَقَطت ميتَة

وَقَالَ مَيْمُون بن مهْرَان رَحمَه الله خرجت مَعَ عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى الْمَقَابِر فَلَمَّا نظر إِلَيْهَا بَكَى ثمَّ قَالَ وَأَقْبل عَليّ يَا مَيْمُون هَذِه قُبُور آبَائِي بني أُميَّة كَأَن لم يشاركوا أهل الدُّنْيَا فِي لذاتهم وَطيب عيشهم أما تراهم صرعى قد حلت بهم المثلات واستحكم فيهم البلى وأصابت الْهَوَام فِي أجسامهم مقيلا ثمَّ بَكَى وَقَالَ وَالله لَا أعلم أحدا أنعم مِمَّن صَار إِلَى هَذِه الْقُبُور وَقد أَمن من عَذَاب الله عز وَجل وَقَالَ ثَابت الْبنانِيّ دخلت الْمَقَابِر فَلَمَّا أردْت الْخُرُوج مِنْهَا إِذا بِصَوْت يَقُول يَا ثَابت لَا يغرنك صموت أَهلهَا فكم من نفس معذبة فِيهَا

ويروى أَن فَاطِمَة بنت الْحسن بن عَليّ بن ابي طَالب رَضِي الله عَنْهُم نظرت إِلَى جَنَازَة الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَت

وَكَانُوا رَجَاء ثمَّ عَادوا رزية ... لقد عظمت تِلْكَ الرزايا وجلت

ثمَّ ضربت على قَبره فسطاطا وأقامت عَلَيْهِ سنة فَلَمَّا مَضَت السّنة قلعوا الْفسْطَاط ليدخدلوا الْمَدِينَة فَسَمِعُوا صَوتا من جَانب البقيع يَعْنِي الْمَقَابِر يَقُول هَل وجدوا مَا طلبُوا فَسَمِعُوا صَوتا من الْجَانِب الآخر يجاوبه بل يئسوا فانقلبوا

ويروى أَن بعض المتعبدين أَتَى قبرا كَانَ يألف صَاحبه فَأَنْشَأَ يَقُول

مَالِي مَرَرْت على الْقُبُور مُسلما ... قبر الحبيب فَلَا يرد جوابي

فأجبت مَالك لَا تجيب مناديا ... أمللت بعدِي خلة الْأَصْحَاب

أكل التُّرَاب محاسني فنسيتكم ... وحجبت عَن أَهلِي وَعَن أحبابي

قَالَ فَهَتَفَ بِي هَاتِف يَقُول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015