قَالَ شبيب بن أبي شيبَة أوصتني أُمِّي عِنْد مَوتهَا فَقَالَت لي يَا بني إِذا دفنتني فَقُمْ عِنْد قَبْرِي وَقل يَا أم شيبَة قولي لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ فَلَمَّا دفنتها قُمْت عِنْد قبرها فَقلت يَا أم شيبَة قولي لَا إِلَه إِلَّا الله ثمَّ انصرفت فَلَمَّا كَانَ من اللَّيْل رَأَيْتهَا فِي الْمَنَام فَقَالَت لي يَا بني كدت أَن أهلك لَوْلَا أَن تداركني لَا إِلَه إِلَّا الله فَلَقَد حفظت وصيتي يَا بني
وروى أَن رجلا قَالَ رَأَيْت رجلا وَقد ذكر رجلا مَعْرُوفا قَالَ رَأَيْته فِي النّوم وَكَأَنَّهُ قد مَاتَ وَحمل إِلَى قَبره وَكنت مِمَّن شهده فرأيته قد وضع فِي قَبره فَرَأَيْت بَابا قد فتح فِي جَانب الْقَبْر كَأَنَّهُ بَاب مغارة وَهِي مَمْلُوءَة ظلمَة فَخرج من ذَلِك الْبَاب أسدودان مهيبا المنظر فأخذا ذَلِك الْمَيِّت وَجعلا يجذبانه إِلَى المغارة وَالْمَيِّت سَاكِت فَبَيْنَمَا هما كَذَلِك إِذْ أقبل رجل كَانَ مَشْهُورا بِالْعبَادَة وَكَانَ ذَلِك الْمَيِّت يحسن إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ الْمَيِّت اسْتَغَاثَ بِهِ يَا فلَان فَقَالَ ذَلِك الرجل سَلام لَا بَأْس وَأخذ بِيَدِهِ واستنقذه الرجل ذَلِك الْمَيِّت ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء
قَالَ الرَّاوِي فَاسْتَيْقَظت فَوجدت ذَلِك الرجل المجذوب قد مَاتَ وَكنت مِمَّن شهد جنَازَته
فَأول أهل الْعلم بالتأويل ان ذَلِك الجذب الَّذِي كَانَ النَّاس يجذبون ذَلِك الْمَيِّت دعاؤهم لَهُ ورغبتهم إِلَى الله فِيهِ وَأخذ ذَلِك الرجل بيد الْمَيِّت هُوَ دعاؤه لَهُ وثواب الْخَيْر الَّذِي كَانَ يعْمل مَعَه
وروى مُسلم بن الْحجَّاج من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن شماسَة الْمهْدي قَالَ حَضَرنَا عمر بن الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاق الْمَوْت فَبكى طَويلا ثمَّ حول وَجهه إِلَى الْجَار فَجعل ابْنه يَقُول مَا يبكيك يَا أبتاه أما بشرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِكَذَا أما بشرك بِكَذَا قَالَ فَأقبل بِوَجْهِهِ وَقَالَ إِن أفضل مَا نعد شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله إِنِّي كنت على أطباق ثَلَاثَة لقد رَأَيْتنِي وَمَا أحد أَشد بغضا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مني وَلَا أحب إِلَيّ أَن أكون قد تمكنت مِنْهُ فَقتلته فَلَو مت على تِلْكَ الْحَال لَكُنْت من أهل النَّار