وَبكى ثمَّ قَالَ وَالله يَا أخي لَا تقر عَيْني بعْدك حَتَّى أعلم إِلَى مَا صرت إِلَيْهِ وَلَا وَالله لَا أعلم ذَلِك مَا دمت حَيا

وَقَالَ الْأَعْمَش كُنَّا نشْهد الْجِنَازَة وَلَا نَدْرِي من المعزى فِيهَا لِكَثْرَة الباكين وَإِنَّمَا بكاؤهم على أنفسهم لَا على الْمَيِّت

وَقَالَ ثَابت الْبنانِيّ كُنَّا نشْهد الْجِنَازَة فَلَا نرى إِلَّا باكيا

وَقَالَ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ كَانُوا يشْهدُونَ الْجِنَازَة فَيرى فيهم ذَلِك أَيَّامًا كَأَن فيهم الفكرة فِي حَال الْمَوْت وَفِي حَال الْمَيِّت

وَقَالَ مطرف بن عبد الله بن الشخير عَن أَبِيه أَنه كَانَ يلقى الرجل فِي الْجِنَازَة من خَاصَّة إخوانه قد بعد عَهده بِهِ فَلَا يزِيدهُ على السَّلَام حَتَّى يظنّ الرجل أَن فِي صَدره عَلَيْهِ موجدة كل ذَلِك لانشغاله بالجنازة وتفكره فِيهَا وَفِي مصيرها حَتَّى إِذا فرغ من الْجِنَازَة لقِيه وَسَأَلَهُ ولاطفه وَكَانَ مِنْهُ أحسن مَا عهد

وَرَأى عبد الله بن مَسْعُود صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا يضْحك فِي جَنَازَة فَقَالَ أتضحك وَأَنت فِي جَنَازَة وَالله لَا أُكَلِّمك أبدا

وَفِي الْخَبَر أَن الله يكره لكم ثَلَاثًا الْعَبَث فِي الصَّلَاة والرفث فِي الصَّوْم والضحك عِنْد الْمَقَابِر

وَلما مَاتَ ذَر بن عمر بن ذَر وَوضع فِي قَبره قَالَ أَبوهُ عمر يَا ذَر لقد شغلنا الْحزن لَك عَن الْحزن عَلَيْك فليت شعري مَاذَا قلت وماذا قيل لَك ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِن هَذَا وَلَدي ذَر متعتني بِهِ مَا متعتني ووفيته أَجله ورزقه وَلم تنقصه حَقه اللَّهُمَّ وَقد كنت ألزمته طَاعَتك وطاعتي وَإِنِّي قد وهبت لَهُ مَا فرط فِيهِ من طَاعَتي فَهَب لَهُ مَا فرط فِيهِ من طَاعَتك اللَّهُمَّ وَمَا وَعَدتنِي عَلَيْهِ من الْأجر فِي مصيبتي فقد وهبت ذَلِك لَهُ فَهَب لي عَذَابه وَلَا تعذبه وَأَنت أَجود الأجودين وَأكْرم الأكرمين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015