النّوم بعد مَوته بِسنة فَسلمت عَلَيْهِ فَلم يرد عَليّ السَّلَام فَقلت لَهُ لم لَا ترد عَليّ السَّلَام قَالَ وَكَيف أرد عَلَيْك وَأَنا ميت فَقلت لَهُ وماذا لقِيت بعد الْمَوْت قَالَ ودمعت عينا مَا لَك عِنْد هَذَا القَوْل لقِيت أهوالا وزلازل وعظائم وشدائد قَالَ مَالك فَقلت لَهُ فَمَا كَانَ بعد ذَلِك قَالَ وَمَا ترَاهُ يكون من الْكَرِيم إِلَّا الْكَرم قبل منا الْحَسَنَات وَغفر لنا السَّيِّئَات وَضمن عَنَّا التَّبعَات كَمَا كَانَ حسن ظَنِّي بِهِ
قَالَ ثمَّ شهق مَا لَك شهقته خر مغشيا عَلَيْهِ فَلبث فِي غَشيته أَيَّامًا مَرِيضا ثمَّ مَاتَ من مَرضه ذَلِك وَكَانَ يُقَال إِن قلبه انصدع
وَلَوْلَا حسن الظَّن بِاللَّه تَعَالَى لهلك الْخلق
وَقَالَ عبد الْوَاحِد بن زيد وَمَا كَانَ سَبَب موت مَالك بن دِينَار إِلَّا هَذِه الرُّؤْيَا سَأَلته عَنْهَا فَقَصَّهَا عَليّ فَجعل يشهق ويضطرب حَتَّى ظَنَنْت أَن كبده تقطعت فِي جَوْفه ثمَّ هدأ فحملناه إِلَى منزله فَلم يزل مَرِيضا مِنْهَا يُعَاد حَتَّى مَاتَ
وَقَالَ أَبُو عمر الضَّرِير حَدثنِي سُهَيْل أَخُو حَازِم قَالَ رَأَيْت مَالك بن دِينَار فِي النّوم بعد مَوته بِسنة فَقلت لَهُ يَا أَبَا يحيى مَاذَا فعل الله بك وماذا قدمت بِهِ عَلَيْهِ فَقَالَ قدمت عَلَيْهِ بذنوب كَثِيرَة فمحاها حسن ظَنِّي بِهِ تبَارك وَتَعَالَى
وَقَالَ عمار بن سيف رَأَيْت الْحسن بن صَالح فِي مَنَامِي بعد مَوته فَقلت لَهُ لقد كنت متمنيا للقائك فَمَاذَا عنْدك أخبرنَا فَقَالَ لم أر شَيْئا مثل حسن الظَّن بِهِ تبَارك وَتَعَالَى
وأنشدوا
أحسن الظَّن بِرَبّ لم يزل ... دَائِم الْإِحْسَان برا لم يمل
من غَدَتْ نعماؤه فِي ذَا الورى ... جملا ترفق فِي إِثْر جمل
وسع الْعَالم فضلا وجدا ... مُرْسل العزلاء سجا مُتَّصِل
وَإِذا لم تحسن الظَّن بِهِ ... فِيمَن تحسن إِن خطب نزل
وَإِذا لم ترجه من يرتجى ... وَإِذا لم تسألنه من ذَا تسل