لا تشكو من أنك تعطي الناس ولا تأخذه منهم.. ثم قال له: وبعد ذلك؟ فقال: الإيمان بالله، وأن أي شخص يكون معي فسيكون في أمان وضمان، وسأحافظ على الناس، وعلى أموالهم، وعلى أسرارهم، وأعمل في تجارتي كما علمنا الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصادق الأمين، وأنا سأكون صادقاً وأميناً إن شاء الله.. فقال له: أنت الآن تمشي في الطريق الصحيح إلى الامتياز، وبعد ذلك لكي تصل إلى الارتباط بالله - عز وجل - فطالما أنك وصلت للإيمان فتسجد نفسك وصلت للطاعة دون أن تشعر أو تتكلف ذلك..
وحينئذٍ قال الشاب للحكيم: أنا أطيع الله - عز وجل -.. فقال له: فماذا تفعل؟ قال: أصلي وأصوم وأفعل ما أمرني الله به.. فقال له: ولكنك قد تكذب أحياناً، وقد تحقد أو تشك أو تكره، وما شابه ذلك، ولكنك يجب أن تعلم أن الطاعة تنقسم إلى قسمين، وهما:
أولاً: فعل المأمور.. أي فعل كل ما أمر الله - عز وجل - به، من صلاة وصيام وصدقة وحج.. إلخ تلك الطاعات.