ومن الفقهاء: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي (ت 182هـ) صاحب كتاب (الخراج) وغيره1.

ومن أصحاب السير والمغازي: الفزاري إبراهيم بن محمد بن الحارث الكوفي (ت 188هـ) صاحب كتاب (السير في الأخبار) 2.

ومن أصحاب النحويين: سيبويه عمرو بن عثمان البصري (ت 183هـ) 3، والكسائي علي بن حمزة الكوفي (ت 189هـ) 4.

فأصبحت بغداد مقصد رجال العلم، ومكتبة لمؤلفاتهم، ومركزاً تجارياً هاماً. ولما آلت الخلافة إلى أمين بن الرشيد (193-198) نشبت الفتنة بينه وبين أخيه المأمون، واحتدم الصراع بينهما، إلى أن أخمدت الفتنة بقتل الأمين5. وانتقل زمام الأمر إلى المأمون (198-218هـ) 6 فعاد إلى بغداد نشاطها، وأصبحت مهد الحضارة في ذلك الوقت.

فقد اهتم المأمون بحركة الترجمة، فأرسل المترجمين إلى بلاد الروم لنقل ما فيها من العلوم إلى العربية، فأحضروا طرائف الكتب في مختلف الفنون7.

كما طوّر بيت الحكمة الذي أسسه الرشيد، وقسمه إلى الأجنحة للترجمة والتأليف، والدرس والنسخ8. فزخرت بغداد بجمٍّ غفير من العلماء الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015