فشهدت بغداد في عهد مؤسسها نشاطاً علمياً كان أساساً للنهضة العلمية التي شهدتها فيما بعد.

ولما صارت الخلافة إلى المهدي (158-169هـ) 1 لم تفقد الحركة العلمية نشاطها، إلاَّ أن اهتمامه الأكبر كان منصرفاً إلى النواحي المعمارية2، وتتبع الزنادقة3. وسار الهادي على سياسة أبيه في تتبع الزنادقة، ولم يُعمَّر في الخلافة طويلاً حتى أدركته المنيَّة بعد سنة وشهر من تولَّيه الخلافة4.

ولم يتجلّ النشاط في عهده بوضوح إلى أن جاء عهد الرشيد (170-193هـ) 5 فكثرت الفتوحات، وزادت العناية بترجمة الكتب التي عُثر عليها أثناء الحروب. كما أسس الرشيد بيت الحكمة، وزوده بالكتب المختلفة وأنشأ المدارس والمكتبات6، فبلغت بغداد درجة لم تصل إليها من قبل واحتضنت عدداً كبيراً من العلماء في مختلف العلوم.

فمن المفسرين: هُشيم بن بشير السلمي الوسطي (ت 183هـ) وكان محدثاً وفقهياً، وله من الكتب (القراءات) و (المغازي) و (السنن في الفقه) 7.

ومن المحدثين: هُشيم بن بشير الواسطي المتقدم. وإسماعيل بن عُليَّة البصري (ت 193هـ) المحدث الفقيه المفسر، صاحب كتاب (التفسير) و (الطهارة) و (الصلاة) و (المناسك) 8. وكلاهما من شيوخ ابن سعد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015