عَرْضًا شَدِيدًا"، قَالَ: "فَتَخَلَّفْتُ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ فَجَبَهَنِي جَبْهًا شَدِيدًا فَلَمْ أَعُدْ لِذَلِكَ التَّخَلُّفِ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَقُولَ لقَبِيصة شَيْئًا فِي أَوَّلِ ذَلِكَ، وَلَزِمْتُ عَسْكَرَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ كَثِيرًا. قَالَ: وَجَعَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِيمَا يُسائلني يَقُولُ: مَنْ لَقِيتَ؟ فَجَعَلْتُ أُسَمِّي لَهُ وَأُخْبِرُهُ بِمَنْ لَقِيتُ مِنْ قُرَيْشٍ لَا أَعْدُوهُمْ"، فَقَالَ: "عَبْدُ الْمَلِكِ فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْأَنْصَارِ؟ فَإِنَّكَ وَاجِدٌ عِنْدَهُمْ عِلْمًا، أَيْنَ أَنْتَ عَنِ ابْنِ سَيِّدِهِمْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ1 أَيْنَ أَنْتَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ2 قَالَ فسمَّي رِجَالًا مِنْهُمْ"، قَالَ: "فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُهُمْ وَسَمِعْتُ مِنْهُمَ -يَعْنِي الْأَنْصَارَ- وَجَدْتُ عِنْدَهُمْ عِلْمًا كَثِيرًا". قَالَ: "وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، فَلَزِمْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الملك حتى توفي ثم سليمان [165/ب] بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ويزيد بن عبد الملك فاستقضى يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى قَضَائِهِ الزُّهْرِيَّ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيَّ3 جَمِيعًا". قَالَ: "ثُمَّ لَزِمْتُ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: وَحَجَّ هِشَامٌ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ وَحَجَّ مَعَهُ الزُهري، فصيَّره هِشَامٌ مَعَ وَلَدِهِ يُعَلِّمُهُمْ وَيُفَقِّهُهُمْ وَيُحَدِّثُهُمْ وَيَحُجُّ مَعَهُمْ فَلَمْ يُفَارِقْهُمْ حَتَّى مَاتَ بِالْمَدِينَةِ"4.