سَاعَتِهِ فَانْصَرَفْتُ وَقَدْ رَيَّشني1 وَجَبَرَنِي"2، قَالَ: "فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ وَأَنَا عَلَى بَغْلَتِهِ، وَسِرْجِهَا3 فَسِرْتُ إِلَى جَانِبِهِ" فَقَالَ: "احْضُرْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أُوصِلَكَ إِلَيْهِ" قَالَ: "فَحَضَرْتُ لِلْوَقْتِ الَّذِي وَعَدَنِي لَهُ فَأَوْصَلَنِي إِلَيْهِ" وَقَالَ: "إِيَّاكَ أَنْ تُكَلِّمَهُ بِشَيْءٍ حَتَّى يَبْتَدِئَكَ وَأَنَا أَكْفِيكَ أَمْرَهُ". قَالَ: "فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ، فَلَمَّا جَلَسْتُ ابْتَدَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْكَلَامَ، فَجَعَلَ يُسَائِلُنِي عَنْ أَنْسَابِ قُرَيْشٍ وَهُوَ كَانَ أَعْلَمَ بِهَا مِنِّي"، قَالَ: "وَجَعَلْتُ أَتَمَنَّى أَنْ يَقْطَعَ ذَلِكَ لِتَقَدُّمِهِ عليَّ فِي الْعِلْمِ بِالنَّسَبِ"، قَالَ: "ثُمَّ قَالَ لِي: فَرَضْتُ لَكَ فَرَائِضَ أَهْلِ بَيْتِكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ قَبِيصة فَأَمَرَهُ أَنْ يُثْبِتَ ذَلِكَ فِي الدِّيوَانِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ دِيوَانُكَ أَمَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَا هُنَا؟ أَمْ تَأْخُذُهُ بِبَلَدِكَ؟ " قَالَ قُلْتُ: "يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّا مَعَكَ، فَإِذَا أَخَذْتُ الدِّيوَانَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ أَخَذْتُهُ قَالَ: فَأَمَرَ بِإِثْبَاتِي وَبِنُسْخَةِ كِتَابِي أَنْ يُوقَعَ بالمدينة فإذا [165/أ] خَرَجَ الدِّيوَانُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ قَبَضَ عَبْدُ الْمَلِكِ بن مروان وأهل البيته وديوانهم بِالشَّأْمِ". قَالَ الزُّهْرِيُّ: "فَفَعَلْتُ أَنَا مِثْلُ ذَلِكَ، وَرُبَّمَا أَخَذْتُهُ بِالْمَدِينَةِ لَا أَصُدُّ عَنْهُ". قَالَ: "ثُمَّ خَرَجَ قَبِيصة بَعْدَ ذَلِكَ"، فَقَالَ: "إنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَمَرَ أَنْ تُثْبَتَ فِي صحابته، وأن يُجرى ذلك رِزْقُ الصَّحَابَةِ4، وَأَنْ تُرْفَعَ فَرِيضَتُكَ إِلَى أَرْفَعَ مِنْهَا، فَالْزَمْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: وَكَانَ عَلَى عَرْضِ5 الصَّحَابَةِ رَجُلٌ فَظٌّ غَلِيظٌ يَعْرِضُ