قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَكَانَ يُحِبُّهُ وَيُحِبُّ أَبَاهُ قَبْلَهُ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشٍ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ أَوَّلِ مَا جُرِّبَ أُسَامَةُ فِي قِتَالٍ، فَلَقِيَ، فَقَاتَلَ، فَذُكِرَ مِنْهُ بَأْسٌ، قَالَ أُسَامَةُ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم وَقَدْ أَتَاهُ الْبَشِيرُ بِالْفَتْحِ، فَإِذَا هُوَ مُتَهَلِّلٌ وَجْهُهُ، فَأَدْنَانِي مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «حَدِّثْنِي» ، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ، فَقُلْتُ: فَلَمَّا انْهَزَمَ الْقَوْمُ أَدْرَكْتُ رَجُلًا وَأَهْوَيْتُ إِلَيْهِ بِالرُّمْحِ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَطَعَنْتُهُ، فَقَتَلْتُهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَقَالَ: «وَيْحَكَ يَا أُسَامَةُ فَكَيْفَ لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْحَكَ يَا أُسَامَةُ فَكَيْفَ لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى لَوَدِدْتُ أَنِّي انْسَلَخْتُ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ عَمِلْتُهُ، وَاسْتَقْبَلْتُ الْإِسْلَامَ يَوْمَئِذٍ جَدِيدًا، فَلَا وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُ أَحَدًا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بَعْدَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015