قَالَ: " وَمَا رَأَيْتُ بِيَدِ ابْنِ عَوْنٍ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُهُ يَزِنُ شَيْئًا قَطُّ، وَكَانَ إِذَا تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ لَا يُعِينُهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، وَكَانَ يَمْسَحُ وَجْهَهُ إِذَا تَوَضَّأَ بِالْمِنْدِيلِ أَوْ بِخِرْقَةٍ قَالَ: " وَكَانَ لَا يُبَكِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ ذَاكَ التَّبْكِيرَ الَّذِي يُعْرَفُ، وَلَا يُؤَخِّرُهَا، وَكَانَ أَحَبَّ الْأُمُورِ إِلَيْهِ أَوْسَطُهَا، وَالِاخْتِلَاطُ بِالْجَمَاعَةِ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ الْجُمُعَةَ وَالْعِيدَيْنِ، وَيَتَطَيَّبُ لِلْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ، وَيَرَى ذَلِكَ سُنَّةً، وَكَانَ طَيِّبَ الرِّيحِ فِي سَائِرِ الْأَيَّامِ، لَيِّنَ الْكِسْوَةِ، وَكَانَ يَلْبَسُ فِي الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ أَنْظَفَ ثِيَابِهِ، وَكَانَ يَأْتِي الْجُمُعَةَ مَاشِيًا وَرَاكِبًا، وَلَا يُقِيمُ بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، وَكَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى الْمَكْتُوبَةِ فِي الْجَمَاعَةِ، ثُمَّ يَخْلُو فِي بَيْتِهِ، وَكَانَ إِذَا خَلَا فِي مَنْزِلِهِ إِنَّمَا هُوَ صَامِتٌ لَا يَزِيدُ عَلَى الْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّنَا، وَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَوْنٍ دَخَلَ حَمَّامًا قَطُّ، وَكَانَ لَهُ وَكِيلٌ نَصْرَانِيُّ يُحْيِي غَلَّةَ