فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى حَمَلَ فَنَهَضَ عَمَّارٌ فِي كَتِيبَتِهِ فَنَهَضَ إِلَيْهِ ذُو الْكَلاعِ فِي كَتِيبَتِهِ فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلا جَمِيعًا وَاسْتُؤْصِلَتِ الْكَتِيبَتَانِ. وَحَمَلَ على عمار فِي كَتِيبَتِهِ فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلا جَمِيعًا وَاسْتُؤْصِلَتِ الْكَتِيبَتَانِ. وَحَمَلَ عَلَى عَمَّارٍ حَوَى السَّكْسَكِيُّ وَأَبُو الْغَادِيَةِ الْمُزَنِيُّ وَقَتَلاهُ.
فَقِيلَ لأَبِي الْغَادِيَةِ: كَيْفَ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: لَمَّا دَلَفَ إِلَيْنَا فِي كَتِيبَتِهِ وَدَلَفْنَا إِلَيْهِ. نَادَى هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ. فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ السَّكَاسِكِ فَاضْطَرَبَا بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ عَمَّارٌ السَّكْسَكِيَّ. ثُمَّ نَادَى مَنْ يُبَارِزُ. فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ فَاضْطَرَبَا بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ عَمَّارٌ الْحِمْيَرِيَّ وَأَثْخَنَهُ الْحِمْيَرِيُّ. وَنَادَى مَنْ يُبَارِزُ. فَبَرَزْتُ إِلَيْهِ فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ. وَقَدْ كَانَتْ يَدُهُ ضَعُفَتْ فَانْتَحَى عَلَيْهِ بِضَرْبَةٍ أُخْرَى فَسَقَطَ فَضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي حَتَّى بَرَدَ. قَالَ وَنَادَى النَّاسُ: قَتَلْتَ أَبَا اليقظان قتلك الله! فقلت أذهب إليك فو الله مَا أُبَالِي مَنْ كُنْتَ. وَبِاللَّهِ مَا أَعْرِفُهُ يَوْمَئِذٍ. فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ: يَا أَبَا الْغَادِيَةِ خَصْمُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَازُنْدَرُ.
يَعْنِي ضَخْمًا. قَالَ فَضَحِكَ. وَكَانَ أَبُو الْغَادِيَةِ شَيْخًا كَبِيرًا جَسِيمًا أَدْلَمَ. قَالَ: [وَقَالَ عَلِيٌّ حِينَ قُتِلَ عَمَّارٌ: إِنَّ امْرَأً مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَعْظُمْ عَلَيْهِ قَتْلُ ابْنِ يَاسِرٍ وَتَدْخُلُ بِهِ عَلَيْهِ الْمُصِيبَةُ الْمُوجِعَةُ لَغَيْرُ رَشِيدٍ. رَحِمَ اللَّهُ عمارا يوم أسلم. ورحم الله عَمَّارًا وَمَا يُذْكَرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعَةٌ إِلا كَانَ رَابِعًا وَلا خَمْسَةٌ إِلا كَانَ خَامِسًا.
وَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ يَشُكُّ أَنَّ عَمَّارًا قَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ وَلا اثْنَيْنِ. فَهَنِيئًا لِعَمَّارٍ بِالْجَنَّةَ. وَلَقَدْ قِيلَ إِنَّ عَمَّارًا مَعَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ مَعَهُ. يَدُورُ عَمَّارٌ مَعَ الْحَقِّ أَيْنَمَا دَارَ. وَقَاتِلُ عَمَّارٍ فِي النَّارِ] .
قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَابِسٍ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شريك عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ مَثْنَى الْعَبْدِيِّ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ شَهِدُوا عَمَّارًا قَالَ: لا تَغْسِلُوا عَنِّي دَمًا وَلا تَحْثُوا عَلَيَّ تُرَابًا فَإِنِّي مُخَاصِمٌ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَهَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. فجعل عمار مِمَّا يَلِيهِ وَهَاشِمًا أَمَامَ ذَلِكَ. وَكَبَّرَ عَلَيْهِمَا تَكْبِيرًا وَاحِدًا خَمْسًا أَوْ سِتًّا أَوْ سَبْعًا. وَالشَّكُّ فِي ذَلِكَ مِنْ أَشْعَثَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ