وَبَنَى بِهَا دَارًا وَمَسْجِدًا يُعْرَفُ بِهِ. وَهُوَ أبو نصر بن حجاج وَلَهُ حَدِيثٌ.

450- الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسَ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عِيسَى بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم.

أسلم قبل فتح مكة ووافى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي تسعمائة من قومه على الخيول والقنا والدروع الظاهرة ليحضروا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتح مَكَّةَ.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ فَرُّوخَ السُّلَمِيُّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ قَالَ: قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: لَقِيتُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَسِيرُ حِينَ هَبَطَ مِنَ الْمُشَلَّلِ وَنَحْنُ فِي آلَةِ الْحَرْبِ وَالْحَدِيدُ ظَاهَرٌ عَلَيْنَا وَالْخَيْلُ تُنَازِعُنَا الأَعِنَّةَ. فَصَفَفْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِلَى جَنْبِهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. [فقال رسول الله. ص:

يَا عُيَيْنَةَ هَذِهِ بَنُو سُلَيْمٍ قَدْ حَضَرَتْ بِمَا تَرَى مِنَ الْعُدَّةِ وَالْعَدَدِ] . فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَهُمْ دَاعِيكَ وَلَمْ يَأْتِنِي. أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ قَوْمِي لَمُعِدُّونَ مُؤَدُّونَ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلاحِ.

وَإِنَّهُمْ لأَحْلاسُ الْخَيْلِ وَرِجَالُ الْحَرْبِ وَرُمَاةُ الْحَدَقِ. فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: أَقْصِرْ أَيُّهَا الرجل فو الله إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّا أَفْرَسُ عَلَى مُتُونِ الْخَيْلِ وَأَطْعَنُ بِالْقَنَا وَأَضْرَبُ بِالْمَشْرَفِيَّةِ مِنْكَ وَمِنْ قَوْمِكَ. فَقَالَ عُيَيْنَةُ: كَذَبْتَ وَخُنْتَ. لَنَحْنُ أَوْلَى بِمَا ذَكَرْتَ مِنْكَ.

قَدْ عَرَفَتْهُ لَنَا الْعَرَبُ قَاطِبَةً. فأومأ إِلَيْهِمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ حَتَّى سَكَتَا.

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ مَعَ مَنْ أَعْطَى مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ. فَأَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ مِنَ الإِبِلِ فَعَاتَبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شِعْرٍ قَالَهُ:

كَانَتْ نِهَابَا تَلافَيْتُهَا ... وَكَرِّي عَلَى القوم بالأجرع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015