ولا تَتَعَرَّضْ لِلَّئيمِ فإنَّهُ ... أَذَلُّ لَدَيْهِ الحُرُّ مِنْ شَطْرِ فَلْسِهِ
وكتب إليه أبو القاسم السجزي يستفتيه:
هاكَ سُوَالَ فَقِيهِ شَرْقٍ ... هاتِ فأَحْضِرْ له الجَوَابَا
هَلْ في اصْطِبَارٍ لذي اشْتِيَاقٍ ... عَلَى فِراقٍ تَرَى ثَوَابَا
فأجابه بهذين البيتين:
أحْضَرْتُ عن قَوْلِكَ الْجَوَابَا ... أتلُو بِبُرْهانِهِ الْكِتَابَا
الله وَفَّى الصَّبُورَ أَجْراً ... يَفُوتُ في فَضْلِهِ الْحِسَابَا
844 - خليل بن عبد الله، خير الدين البابرتي
ويُقال له العينتابي
نزيل القاهرة.
قال العيني: قدم من البلاد الشمالية في حدود سنة خمس وثمانين وسبعمائة، فنزل بالصرغتمشية، واشتغل كثيراً، ثم نزل بالبرقوقية في أيام العلاء (ثم السيف السيراميين، ولازم ثانيهما) في العلوم، وتزوج ابنته.
وقال ابن حجر: إنه كان فاضلاً في مذهبه، محباً للحديث وأهله، مذاكراً بالعربية، كثير المروءة.
وإنه عين مرة لقضاء الحنفية، فلم يتم، وإنه ولي قضاء القدس الشريف، في سنة أربع وثمانين.
كذا لخصت هذه الترجمة من " الضوء اللامع ".
وذكره في " الغرف العلية "، وقال: إنه مات سنة تسع وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
845 - الخليل بن علي بن الحسين بن علي، الملقب نجم الدين
قاضي العسكر، الحموي
ولي قضاء العسكر للملك العادل أبي بكر بن أيوب، بعد الستمائة.
قدم دمشق، وتفقه بها، وخدم المعظم وأرسله، ودرس في دمشق بالريحانية، وناب عن الرفيع في القضاء.
وتوفي في شهر ربيع الأول، سنة إحدى وأربعين وستمائة، ودُفن بقاسيون.
وسيأتي ابنه على في بابه، إن شاء الله تعالى.
846 - خليل بن عيسى بن عبد الله
خيرُ الدين العجمي
ولي قضاء القُدس من برقوق، سنة أربع وثمانين وسبعمائة، وهو أوله من ولي قضاء الحنفية بالقدس الشريف، وكانت سيرته حسنة، وطريقته مشكورة، ثم ولي تدريس المُعظمية.
وكانت وفاته بالقدس الشريف، في صفر، سنة إحدى وثمانمائة، سُقي السم مع بكلمش، وشمس الدين الديري، بالمدرسة البلدية، فمات هو وبكلمش، وأما الشمس الديري فلم يُكثر، فمرض طويلاً وعُوفي، وكان شهاب الدين ابن النقيب حاضراً، فاعتذر بالصوم وسلم. رحمهم الله تعالى.
المولى الفاضل خيرُ الدين، جد صاحب " الشقائق "، وصفه حفيده بالأوصاف الحميدة، وبالغ في الثناء عليه....
حرف الدال المهملة
من اسمه داود
848 - داود بن أرسلان بن غازي، القاضي شرف الدين
أبو المظفر
مولده بدمشق، سنة سبعين.
تفقه على بُرهان الدين مسعود بن شُجاع أبي المُوفق.
قال ابن العديم: كان فقيهاً فاضلاً، مُتميزاً، صالحاً، يُنظم الشعر.
مات بدمشق، في الثامن والعشرين، من جمادى الأول، سنة تسع وثلاثين وستمائة.
وكذا ذكره الحافظ المُنذري، في " وفيات النقلة ". والله تعالى أعلم.
من أصحاب حفص غياث، ومحمد بن الحسن.
أصله خوارزمي، سكن بغداد.
وروى عنه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه.
وروى له البخاري، والنسائي، ومات سنة تسع وثلاثين ومائتين. رحمه الله تعالى.
قال داود بن رُشيد: قُمت ليلة فأخذني البرد، فبكيت لما أنا فيه من العرى، فنِمت، فرأيت كأن قائلاً يقول: يا داود، أنمناهم وأقمناك، فتبكي علينا!! فما نام داود بعدها.
تفقه بالعراق، ودرس بنيسابور دهراً، وحدث.
ومات في رجب، سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
851 - داود بن عثمان بن يعقوب، المُلقب
شهاب الدين الرومي
تفقه، ودرس بالطغجية بالقاهرة، خارج باب زُويلة، وهو أول من درس بها، ثم ظهر بعد ذلك كتاب يدل على أن الواقف كان ملك لابنته ما أوقفه، فبطل الدرس من ذلك اليوم، وأعاد بالمنصورية.
وحج، ورجع متضعفاً، فمات في المحرم، سنة خمس وسبعمائة. رحمه الله تعالى.