رَبْعٌ لِعَزَّةَ بالأَشْوَاقِ مَأْهُولُ ... عَفَّى فدَمْعُكَ بالأَطْلالِ مَهْطُولُ
عَلَّقْتُ طَرْفِي به كَيْمَا أُسائِلُهُ ... والطَّرْفُ بالرَّبْعِ لا بالدَّمْعِ مَشْغُولُ
وقَدْدَرَتْ أنَّنِي ما نِمْتُ مُذْ هَجَرَتْ ... فَوعْدُها في الكرَى لِلطَّيْفِ تَعْلِيلُ
لَيْلِى كما اقْتَرَحْت والأمرُ في يَدِهَا ... ليلٌ طويلٌ بيومِ الحَشْرِ مَوْصُولُ
وكانت وفاةُ صاحب الترجمة في شهر رجب، سنة عشر وستمائة، ودفن بالخيزرانية، وقد قارب السبعين. رحمه الله تعالى.
838 - خلفُ بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد، أبو المظفر
الخوارزمي المولد، ثم المكي
ولد في سنة أربع وخمسمائة، وورد مرو وتفقه بها على أبي الفضل عبد الرحمن الكرماني.
قال ابن النجار: قدم بغداد حاجاً، سنة ستين وخمسمائة، وحدث بها.
وذكر عن أبي سعد أنه لقيه بخوارزم، وأنه قدم عليه مرو، سنة إحدى وستين، فعقد المجلس في الجامع، وأنه حضر مجلسه.
قال أبو سعد: وكان كثير النكت والفوائد.
قال الذهبي: ذكر القاضي عُمر بن علي الدبيثي، أنه قدم بغداد سنة أربع وستين وخمسمائة.
839 - خليفة بن سليمان بن خليفة بن محمد القُرشي، أبو السرايا
الخوارزمي الأصل، الحلبي المولد والدار
مولده سنة ست وستين وخمسمائة، وقيل: سنة خمس، وقال ابن العديم: إنه كتب بخطه في إجازة بأن مولده سنة ثلاث وخمسين.
قرأ الفقه بحلب على الإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاشاني، صاحب " البدائع "، ورحل إلى بلاد العجم، وتفقه بها على جماعة، منهم الصفي الأصفهاني، صاحب الطريقة.
مات، رحمه الله تعالى، ثالث عشري شوال، سنة ثمان وثلاثين وستمائة بحلب، ودُفن بحبانة مقام إبراهيم الخليل، صلى الله وسلم عليه، خارج باب العراق.
840 - الخليل بن أحمد بن إسماعيل
القاضي السجزي
شيخ الإسلام، ومرجع الأنام، ببلخ.
سافر ودخل البلاد، وافقه، وروى عنه أبو عبد الله الفارسي. ولم يعلم من حاله سوى ذلك، وهو مأخوذ من " الجواهر المضية ".
بفتح المهملة أوله نون مُشددة وآخره قاف.
الشيخ الفاضل، الأديب البارع، غرس الدين، المعروف بابن الغرز.
ولد في رجب سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، بالقاهرة، ونشأ بها، وقرأ القرآن، واشتغل بالنحو والفقه، وغيرهما.
ومن شيوخه ناصر الدين البارنباري، وكذا أخذ عن العز ابن جماعة، ولازم البدر البشتكي كثيراً في علم الأدب، حتى فاق فيه جداً، وطارح الأدباء، ومدح ومُدح.
ولابن حجر الحافظ في حقه جواباً عن لغز أرسله إليه:
أَمَوْلايَ غَرْسَ الدِّيْنِ والفَاضِلَ الذي ... لَهُ ثَمَرُ الآدابِ دَانيَةُ الهُدْبِ
ومَن لاحَ حتى في ذُرَى الشَّرْقِ فَضْلُهُ ... فأَجْرَى دُمُوعَ الحاسِدين مِن الغَرْبِ
ومن نظم صاحبِ الترجمة قوله:
عَجُوزةٌ حَدْبَاءَ عاينْتُهَا ... تَبَسَّمَتْ قلتُ اسْتُرِي فَاكِ
سُبْحَانَ مَنْ بَدَّلَ ذلكَ الْبَهَا ... بَقُبْحِ أَحْدَاقٍ وأَخْنَاكِ
وقوله أيضاً:
خَلِيلَيَّ قد جُعْنَا جميعاً فبَادِرَا ... لِبَيْتِ فُلانٍ مُسْرِعَيْنِ وسِيرَا
وإنْ تَجِدَا قَرْقُوشَةً فاجْرِيَا بها ... لِنَحْوِي وإن كان العَجِينُ فَطِيرَا
وقوله أيضاً:
وافَيْتُ مَحْبُوبَ قلبِي في جِبايَتِهِ ... يوماً وصادفَ مِيعاداً به اقْتَرَبَا
فأَخْلَفَ الوَعْدَ لمَّا جئتُ مُنْتَجِزاً ... وراحَ يَمْطُلُ حقاً ظاهِراً وَجَبَا
وقوله أيضاً:
خَلِيلَيَّ ابْسُطَالِي الأُنْسَ إنيَّ ... فَقِيرٌ مِتُّ في حُبِّ الغَوانِي
وإنْ تَجِدَا مُداماً أو قِيَاناً ... خُذانِي لِلْمُدامةِ والْقِيَانِ
وله غير ذلك.
وكان فاضلاً، مُفنناً، ظريفاً، كيساً، حسن الصوت بالقرآن جداً، يلبس زي الجُند.
مات في ليلة الجمعة، عاشر شعبان، سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.