ثم قال: عندكم أثاث، ودراهم في أكياسكم، وطعامكم في بيوتكم، وأنتم تقولون: اللهم ارزقنا. فقد رزقكم. كلوا وأطعموا إخوانكم المؤمنين، حتى إذا فنى أقيموا بعده ثلاثاً، ثم سلوا ربكم عز وجل، عسى أن يموت أحدكم غداً وعنده ما يخلف على الأعداء، وهو يسأل الله أن يزيده في رزقه، ما هذه الغفلة؟ فقالوا: نستغفر الله يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا بالمسألة إلا إعناتك. ثم انصرفوا عنه.
هذا ما نقلناه بعد أن اخترناه من كتاب " مناقب الأبرار " لابن خميس، رحمه الله تعالى، وفيه كفاية لمن أراد الوقوف على أخبار حاتم، وأوصافه، وطريقته التي كان عليها، ولو أردنا أن نجمع من ذلك جميع ما رأيناه منقولاً عنه في كتب القوم لطالت الترجمة، وخرجنا عن المقصود، وخشينا من السامة على من يطالع الكتاب، ممن لم يذق حلاوة المحبة، ولا دخل إليها من باب.
ونسأل الله الكريم، ونتوسل إليه بنبيه العظيم، وبجميع أنبيائه وسائر أوليائه، وبصاحب هذه الترجمة حاتم بن عنوان، صلى الله عليهم وسلم، وشرف وكرم، أن ترزقنا محبتهم، وتسلكنا طريقتهم، وتجمعنا بهم في مستقر رحمتك، من غير عذاب يسبق، يا أرحم الراحمين، يا مجيب السائلين، آمين.
623 - حاتم بن منصور بن إسماعيل
أبو قرة الهروي
قد نيسابور سنة أربع وستين وأربعمائة.
شيخ مشهور من وجوه القوم، وبيته بيت مشهور، سمع الحديث من أبيه، وغيره.
ويأتي أبوه في محله، إن شاء الله تعالى.
624 - حاتم بن نصر بن مالك الغجدواني
الفقيه
تفقه على أبي حفص الكبير، وروى عن محمد " بن محمد " بن سلام.
كذا رأيته في " الجواهر " وغيرها، ولا أدري هل هو أبو قرة المتقدم، وكان أبوه منصور يكنى بأبي المظفر، فتكون الترجمتان لواحدٍ، أم لا؟ فكتب كما رأيت، وإن وجدت ما يوضح ذلك ألحقته.
روى عن حاتم المذكور صاعد بن سيار، وقال أنشدني أبو قرة حاتم بن أبي المظفر الحنفي، أنشدنا والدي، أنشدنا عمي أبو نصر، رحمه الله تعالى:
عَسَى وعَسَى يُثْنِي الزَّمانُ عِنَانَهُ ... بِعَثْرةٍ دَهْرِي والزَّمانُ عَثورُ
فتُدْرَكَ آمال وتُحْوَي رَغائِبٌ ... ويَحْدُثَ مِن بَعْدِ الأمور أُمُورُ
كذا ذكره في " الشقائق "، وقال: كانت له فضيلة تامة، وملازمة للاشتغال والإشغال، وانتفع به كثير من الطلبة، ومن تصانيفه " إعراب الكافية "، و " إعراب المصباح "، و " شرح قواعد الإعراب "، و " وشرح العوامل ".
627 - حاجي بن علي بن الخطاب
الشهير بحاجي باشا الرومي، الإيديني الأصل
صاحب كتاب " الشفاء " في الطب.
كان من مشاهير الفضلاء، قرأ على الشيخ أكمل الدين بمصر، وكان من خواص تلامذته، وله إليه ميل زائد، وقرأ العلوم العقلية على العلامة مبارك شاه المنطقي، وعرض له مرض شديد، اضطره إلى الاشتغال بالطب حتى مهر فيه، وفوضت له الرئاسة بمارستان مصر، فدبره أحسن التدبير.
وصنف كتاب " الشفاء " المذكور في الطب باسم الأمير عيسى بن محمد بن ايدين، وصنف فيه أيضاً مختصراً بالتركية، وسماه " التسهيل "، وصنف قبل اشتغاله بالطب " حواشي " على " شرح الطالع " للعلامة الرازي على التصورات والتصديقات، وله " شرح " على " الطوالع " أيضاً.
وكان السيد يشهد له بالفضيلة التامة وكان رفيقاً له غي الاشتغال، رحمهما الله تعالى.
ولد ببعض قرى أنقرة، من بلاد الروم، وأنقرة هي التي تسمى الآن أنكورية، وبها قبر امرئ القيس.
واشتغل في العلوم العقلية والنقلية، ومهر فيها، وصار مدرساً بمدينة أنقرة، ثم ترك التدريس، وصحب الشيخ الولي الصالح حامد بن موسى القيصري، وأخذ عنه طريق التصوف، وانتفع به خلق كثير.
وكانت وفاته بأنقرة، ودفن بها، وقبره مشهور، مقصود الزيارة، تغمده الله برحمته.
629 - حامد بن أبي القاسم بن روزبة، أبو صابر
وأبو القاسم، الأهوازي
نزيل مصر، الفقيه.
سمع، وحدث، وسمع منه المنذري الحافظ، وذكره في " معجم شيوخه ".
وكانت وفاته في سحر يوم الرابع والعشرين، من شهر رمضان المعظم، سنة اثنتي عشرة وستمائة، بالمشهد الحاكمي، بالقرب من جامع ابن طولون، وقد علت سنه، رحمه الله تعالى.